شكا عدد من أهالي الجعرانة بمكة والزوار من مياه الصرف الصحي التي تحاصر مسجد الحل منذ 11عاما، مضيفين: إنهم استغاثوا بالمسؤولين دون استجابة حتى تحولت المنطقة التي يقع بها المسجد إلى بحيرة مجارٍ تنذر بكارثة بيئية خطيرة، خاصة عندما تغرق الشوارع المحيطة بالمسجد في مياه الأمطار والصرف الصحي معًا. وأضافوا: إن مياه الصرف محيطة بالمسجد ويتأذى الكثير من المصلين ومرتادي الطريق المجاور منها بسبب انتشار الروائح الكريهة، إضافة إلى تضرر الأسفلت وتهالكه من جراء هذه المياه، ومرور العديد من المركبات فوقها، داعين الجهات المعنية للتحرك سريعًا، ومعالجة الوضع، وإنهاء المعاناة. بينما أوضحت شركة المياه أنها تدرس تنفيذ مشروع يتيح استغلال شبكة الصرف القائمة بالمنطقة ولكنها غير مستغلة، أوضح فرع الشؤون الإسلامية أن المياه بعيدة عن المسجد ولا تحاصره. وأكد أحد يوسف - زائر من الهند - أنه رأى مسجد الحل يعيش في معاناة كبيرة بسبب مياه الصرف الصحي التي تحاصره مما جعله يغرق الشوارع المحيطة به، وبعض الزائرين والمعتمرين لا يستطيعون أداء الصلاة فيه ويضطرون باقتصار الزيارة على رؤيته والتجول داخل مرافقه باستخدام الكمامات الطبي. وأتهم عبدالله المالكي فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة، بالإهمال والتقاعس عن مساعدة المسجد بعدم الاستجابة للعشرات من الاستغاثات التي أرسلوها لهم للقضاء على الكميات الكبيرة للمياه الصرف المتراكمة والراكدة لأكثر من 11 عاما، ووضع الحلول المناسبة لإنهاء الأزمة. وقال نور قامران من إندونيسيا: يحرص العديد من المعتمرون والحجاج على زيارة مسجد الميقات بالجعرانة، لكن للأسف مياه الصرف الصحي تجري من أمام المسجد، مما جعل الروائح الكريهة تزكم أنوفهم خاصة أوقات الصلوات، مؤكدا أن المسجد له تاريخ عميق في الإسلام لذلك نتمنى الاهتمام به، وإبعاد مياه الصرف عنه، ومن الصعب التقاط صورة تذكارية في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الآن. وقال سعيد الهلالي أحد سكان الجعرانة من المؤسف أن مسجد الحل تحاصره مياه الصرف، وأضاف: رغم شكاوى المواطنين للجهات المعنية، إلا أنه لا يوجد أي اهتمام حتى الآن. وقال إمام وخطيب مسجد بالجعرانة محمد عطية الزهراني: يعاني سكان حي الجعرانة ومن يقصده للإحرام بالعمرة أو الزيارة من الروائح المنبعثة من مياه الصرف الصحي التي باتت تشكل هاجسا صحيا ومكانا ملائما لانتشار الأمراض فوق الروائح الكريهة. وأضاف: أن مشروع الصرف الصحي بالجعرانة متعثر برغم وجود التمديدات لما يربو على عشر سنوات وقد تم الرفع بشأنه للجهات المسئولة من أطراف كثيرة فردية ورسمية ولكننا لم نلمس أي تحسن أو تغيير. «الشؤون الإسلامية»: مياه المجاري بعيدة ولا تحاصر المسجد أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بفرع الشؤون الإسلامية بالعاصمة المقدسة سمير علي خيري أن مياه المجاري لم تحاصر مسجد الحل بالجعرانة ولم يحصل له ضرر من هذه المياه وهي بعيدة كل البعد عنه والمجاري المذكورة يفصل بينها وبين المسجد منزل أحد المواطنين، وأكد أن هناك شكاوى ومطالبات من قبل المواطنين في هذا الخصوص مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد حل لها كونها مرتبطة بشبكة الصرف الصحي الخاصة بحي مركز الجعرانة وبصفة عامة المتعثرة والتي لم تكتمل وقد مضى عليها أكثر من 10 سنوات لعدم وجود مكان مخصص لتجميعها وربطها بالخط الرئيسي من قبل شركة المياه. شركة المياه: ندرس تنفيذ مشروع يتيح تشغيل شبكة الصرف الموجودة أكد مدير وحدة أعمال مكةالمكرمة والطائف بشركة المياه الوطنية الدكتور محمد محمود بن محمد الخضر القاضي أنه في عام 1426ه تم تنفيذ وإنشاء شبكة للصرف الصحي لكامل منطقة جعرانة في حينها وتم العمل علي ترسية مشروع محطة رفع خط ناقل من أجل تشغيل الشبكة القائمة، ولكن تم الاعتراض على موقع محطة الرفع من بعض الجهات المعنية لقربها من مسجد الحل، وحاليا تتم دراسة مقترح آخر وسيتم ترسية هذا المشروع في حال موافقة الجهات المختصة على الموقع المخصص. وعما يخص استكمال إيصال شبكات الصرف الصحي للمناطق التي ليس بها شبكات قال: إنه تم الانتهاء حاليا من إعداد الدراسة اللازمة وإدراج المنطقة المشار إليها من ضمن الأولويات وسوف يتم طرح هذا المشروع في حال توفر الارتباطات المالية.
