بالأمس نفى مصدر مسؤول بوزارة البيئة والمياه والزراعة صحة ما روجته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعية عن رفع الدعم عن الدقيق والخبز مؤكدًا أن شركات المطاحن بالمملكة مستمرة ببيع الدقيق للمخابز بالأسعار نفسها دون تغيير وأن معدلات السحب اليومية لحصص العملاء تسير وفق معدلاتها الطبيعية، كما نفى بالأمس المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود سيول منقولة جارفة قادمة باتجاه مدينة جدة، وأكد أن ما تم تداوله من تسريب من داخل إحدى الغرف الأمنية ويظهر فيه أحد القيادات الأمنية يُوجِّه ضباط وأفراد الميدان بأخذ الحيطة والحذر وتحويل حركة السير إلى داخل الأحياء هو توجيه قديم، مطالبًا الجميع بعدم الانسياق خلف الشائعات، ويجب عليهم أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية. وقبل عدة أيام نفى صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن نيته شراء حصة في شركة SixFlags الأمريكية مفيدًا بأن ما أشير إليه أن الصندوق يقوم بمحادثات مع الشركة بشأن شراء حصة فيها لا أساس له من الصحة. من الملاحظ أن الإشاعات تتزايد في مجتمعنا يومًا بعد يوم حتى أصبحت وللأسف سمة من سمات المجتمع، وذلك بمشاركة فاعلة من وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت الوسيلة الأولى لنقل الإشاعات بين أفراد المجتمع مما ساهم في زعزعة الثقة في جُل ما يصلنا من أخبار ومعلومات، وذلك على الرغم من أن هناك جهدًا واضحًا يقوم به المتحدثون الرسميون والمسؤولون عن الأمور الإعلامية في الكثير من الجهات الحكومية لنفي العديد من تلك الإشاعات التي يتم نشرها وبشكل يومي كما كانت هناك جهود فردية اجتماعية أخرى من خلال تأسيس مشروع (هيئة مكافحة الإشاعات) لتكون مرجعًا للباحثين عن المصدر الحقيقي للخبر المشكوك فيه، في الوقت الذي نجد بعض الجهات الحكومية الأخرى تُفضِّل الصمت أو تجاهل ما قد يصدر تجاهها من تلك الإشاعات. تنتشر الإشاعات عندما تقل الشفافية وتنعدم المعلومة ويصبح الغموض هو الصفة السائدة لبعض الجهات، كما تنتشر الإشاعات بهدف بث الفرقة وخلق الفتن وتشويه السمعة وزعزعة الاستقرار وعرقلة أي تقدم اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي، وتحطيم الحالة المعنوية للمجتمع لإظهاره وكأنه مجتمع متفكك وقلق ومتخوف من المستقبل، وكل ذلك يلقي بآثار سلبية جسيمة على المجتمع مما يقتضي ضرورة مواجهة هذا الداء من خلال وضع نظام عقوبات رادعة لكل من يقوم بنقل هذه الإشاعات والترويج لها مع عدم قبول أي أعذار أو كلمات مثل (منقول) أو (العهدة على الراوي) أو (ناقل الكفر ليس بكافر)... وغيرها من المصطلحات التي يستخدمها بعض من يُروِّج مثل هذه الإشاعات كعذر، لإخلاء مسؤوليته عن نقلها.