قال تقرير: إن أكثر من 15 مليون طفل في دول إفريقيا جنوب الصحراء سيفقدون أحد الوالدين أو كليهما بسبب مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) مما يؤدي إلى ضغط شديد على شبكات الرعاية الاجتماعية في البلدان التي تحارب الوباء. وقال التقرير الذي أعده صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) وصندوق الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز وخطة الرئيس الأمريكي العاجلة للإغاثة من مرض الإيدز: إن كارثة الإيدز في إفريقيا باتت تؤثر بشكل متزايد على الجيل الجديد. وقالت ريما صلاح نائبة المدير التنفيذي لليونيسيف في بيان تزامن نشره مع المؤتمر العالمي بشأن الإيدز في تورونتو (ملايين الأطفال الذي عانوا من أثر الإيدز لا يجدون مدرسة يتعلمون فيها ويكبرون بلا عائل وهم عرضة للفقر والتهميش والتمييز ضدهم). الأطفال الذين فقدوا آباءهم أو عوائلهم فقدوا معهم خط الدفاع الأول. (وقال التقرير: إن الأطفال غالباً ما يتفاوت تأثرهم بفيروس اتش.اي.في. والإيدز لا يسلبهم الوالدين فحسب، بل أيضا التعليم والرعاية الصحية، لأن الأطباء وأطقم التمريض والمدرسين لا يستطيعون التصدي للوباء. والإيدز مسؤول عن وفاة حوالي 12 مليوناً من 48 مليون طفل فقدوا واحداً أو أكثر من والديهم في دول إفريقيا جنوب الصحراء. وفي زامبيا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين يوجد حوالي مليون طفل يحتاجون رعاية إضافية. وقال التقرير: إن الأعداد المتنامية من الأطفال الذين يفقدون آباءهم بسبب الإيدز يصعب مهمة الآباء الباقين على قيد الحياة أو الأسر الممتدة في تقديم العون مما يستدعي المزيد من المساعدة من قبل المجتمع الدولي. وقال كنت هيل المدير المساعد لمكتب الصحة العالمية في وكالة المعونة الأمريكية: إن تقوية البرامج المحلية ذات الأهمية الكبرى يمكن للمجتمع الدولي ضمان تلقي الأيتام والأطفال الأكثر عرضة للخطر الرعاية والدعم والحماية التي يحتاجونها. وقال التقرير: إن الأطفال الذين يؤثر الإيدز على حياتهم هم عرضة بشكل كبير لعدم الانتظام في الدراسة والمعاناة من مشاكل التغذية والقلق. وأضاف أنهم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بفيروس (اتش. اي. في) خاصة الفتيات والشابات في المرحلة العمرية من 15 إلى 24 عاما. وقال التقرير: إنه حتى في البلاد التي يعد الفيروس والمرض في حالة مستقرة أو إعداد المصابين في انخفاض فإن عدد الأيتام سيستمر في الزيادة أو على الأقل سيستمر عالياً بسبب الفجوة الزمنية بين الإصابة بفيروس (اتش. اي. في) والوفاة. وأضاف التقرير أن كارثة تنامي عدد أيتام الإيدز في إفريقيا تتطلب أنماطاً جديدة من التدخل على الأصعدة المحلية والوطنية والعالمية. ومن أهم الخطوات لتحسين الوضع توفير وسائل علاجية للإيدز مثل العقاقير المضادة للفيروسات وكذلك إلغاء رسوم المدارس مما يحفظ لأيتام الإيدز أماكنهم في المدارس. وهناك مهمة أخرى مهمة وهي تقوية منظمات المجتمع المحلي من أجل توفير الرعاية للأطفال ومحاربة وصمة الإيدز وهو ما يجعل الكثيرين من الأطفال ينزوون إلى هامش المجتمع في أشد أوقات حاجتهم إليه.