* من: عبدالله السليمان: لا اكتمك انني اشعر بحنين حقيقي وجارف للقلم.. ذلك العصي الهارب الذي احبه وأخافه في الوقت نفسه. احبه لأنه -لي- الصرخة الأولى التي يعلن بها الطفل للعالم أنه أصبح موجوداً.. انه هنا بثقة بعينيه المدهوشتين، بكفه المضمومة للتحدي القادم انه - لي- شرط الحياة الذي بدونه ابقى صفرا تعيسا يضم الى ملايين الاصفار التي يزدحم بها العالم، وأخافه لأنني اعرف ان عددا قليلا من الناس منذ عصر التعبير بالرموز حتى اليوم استطاعوا ان يحملوا السن الرفيعة قوة للصرخة الاولى، استطاعوا ان يصنعوا تلك المسافة التي تحشد الأصفار.. ولأنني اعرف ايضا ان آلاف الكلمات والصور والعناوين والاعمدة ليست هي ما يصنع الكاتب الجيد وليست هي ما يحقق شرط الحياة!! انها كما ترى علاقة معقدة حيث تربطني بالقلم والوقوف بين حدي الحب والخوف مسألة لا أدري الى اي مدى يمكنك تصورها. لم اكسر القلم - عزيزي - لكنني احترمه - والاحترام كلمة لا تفي بالمعنى، ولا يمكنني الخداع معه، لقد عبث الكثيرون به وكان كل ما يهمهم ان تستمر كلماتهم.. ان تبقى اسماؤهم في مكانها.. ان تظل صورهم اللطيفة أمام الأعين.. مهما كان رأي الناس..مهما كانت رائحة الكلمات..!! عفواً.. لست أقصد الإساءة ولست أصدر حكماً..لكنني لست من ذلك النوع ولا أريد أن أكونه،! إذا كنت تعتقد أنني كنت أحتل مكاناً أفضل في السابق فهذا رأيك.. ولكنيي أحب أن أؤكد لك أنني انسحبت دون ندم وليس لدي أقل حماس لاعادة اللعبة، في أي مكان آخر.. أما صنع (الماكيتات) فهي العملية الوحيدة-حتى الآن- التي لم أشعر فيها إلا بقدر ضئيل جداً من خداع النفس.. مع أنها وقتية. تحياتي.. مع تقديري لأنك استطعت تذكري. عبدالله السليمان