أشرقت شمس صحيفتنا (الجزيرة) في يوم الأربعاء الموافق 18-12-1426ه بعدد يحمل رقم 12165 وبين طياتها العديد من الفقرات الرائعة والمعلومات الماتعة، وعدة من الزوايا والمقالات التي من بينها زاوية (نهارات أخرى) لكاتبة سعودية، وقد عنونتها بالتالي (عن ماذا يتوب فايز المالكي). استوقفني العنوان، وأخذت في قراءته مرات عديدة، وهنا بعض الفقرات وردي عليها: * قالت: (إنني ذهلت وأنا أقرأ إعلاناً لإحدى المجلات (يبشر) بتوبة (فايز المالكي) وأقول: لماذا الذهول؟ يا أختاه - هداك الله - بل إنها فرحة وفرحة كبرى قد فرح بها الله - عزّ وجلّ - فالله يفرح بتوبة عبده كما جاء في الحديث الشريف، وفرح بها كل صالح ومن سار على دربهم ونهجهم. * قالت: (هذا لم نعهده في التاريخ الإسلامي.. فالتوبة أمر بين العبد وربه ولم نعتد المتاجرة بها والتسويق لها..). - وأقول: بل عهدناه يا هذه!! ألم تقرئي كتب السيرة؟ ألم تطلعي على كتب التاريخ؟ ألا تذكرين إسلام عمر بن الخطاب (الفاروق) واستبشارالمسلمين بذلك؟ ألا تذكرين قوة المسلمين حين إسلام حمزة بن عبد المطلب واستعزازهم بذلك أيما استعزاز؟ هل تعلمين أنه في زمن مضى قد تاب (فنان شعبي، وقد كان يلقب ب(وحيد الجزيرة)- رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته- من الغناء وبتوبته أعلن قرابة نصف معجبيه توبتهم؟ ولعل أخينا (فايز) - جعله الله من أهل جنته - يكون مثله!! والدنيا نعم كما قلت (حبلى بالغرائب)، والعجائب ولكن في الرؤوس لا في البطون!! * قالت: (يصف عالم الفن بأنه عالم رديء). - وأقول: قال رداً على سؤال صحفي حول (المجال الفني) الآتي: ( المجال الفني يكفيه فقط أن من يدخله ينظر إليه نظرة سيئة، وهذا كاف إذا لم تكن تعلم مساوئه....) نعم إن عالم الفن الذي ترينه وتشاهدينه رديء وسيئ جداً جداً، وإن كنت لا تعلمين فاسألي بل اقرئي كلام من عاش فيه أعواماً وسنين ثم فر منه فراره من المجذوم. * قالت: (ثم يكتب بخط يده (ادعو لي بالهداية والتوبة). - أقول: بل سألنا بالله ألا نحرمه من دعائنا له بالهداية والتوبة. اللهم رده إليك رداً جميلاً، وثبته على الطريق المستقيم والدرب القويم يا حي يا قيوم. ثم تطلق - الكاتبة - كما من الأسئلة التي ما أنزل الله بها من سلطان ومنها: - هل ندعو أن تتوب يا فائز عن رسم الابتسامة البريئة على شفاهنا؟! وجوابي: الابتسامة موجودة به أو بغيره. - هل ندعو أن تتوب عن تقمص شخصيات يمكن أن تقول لأجيالنا الكثير والكثيرمن خلال الكلمة والصورة والتعبير والموقف..؟! * وجوابي: وما هو هذا الكثير والكثير؟ * قالت: (والدليل أن هناك من يزاحم الآن بقوة للسيطرة على الأضواء والشهرة والتسويق وتحقيق المبيعات الكبيرة.. مع أن مجاله أبعد ما يكون عن ذلك.. والمفترض أن أهدافه تنأى عن الدنيا ومغرياتها. - وأقول: في هذه صدقت. أخيراً * قالت: (نريد أن يكون لدينا سرد وشعر وثقافة ومسرح وحركة فنية تمثلنا.. تعبر عنا.. تخرج منا.. من بين تفاصيل بيئاتنا وأنماطنا). واقول: لعل الكاتبة لا تعرف شيئا عما تزخر به المكتبات من السرد الجميل، والشعر الراقي، والثقافة الرزينة. ولعلها أيضاً لم تزر أو تفكر بزيارة التسجيلات والمؤسسات ذات الإنتاج الإعلامي المؤطر بالدين وهي تزخر أيضاً بالمسرح الهادف والحركة الفنية السالمة من السوء والرديء. هذا والله أعلم. عبد العزيز بن علي الصقعبي/ الرس