قال مسؤولو استخبارات باكستانيون أمس الأحد: إن القوات الأمريكية استهدفت أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة خلال مأدبة عشاء كان قد دعي إليها لكنه لم يحضرها. وأدانت باكستان الضربة التي وجهت يوم الجمعة وأودت بحياة 18 شخصاً على الأقل من بينهم نساء وأطفال واستدعت السفير الأمريكي رايان كروكر للاحتجاج. واحتشد آلاف من رجال القبائل المحليين بالقرب من الموقع مرددين هتافات معادية للولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية: إن أجانب كانوا بالقرب من قرية دامادولا في منطقة باجور المتاخمة لأفغانستان وأنهم كانوا هم السبب المرجح للهجوم. وقال مسؤولو الاستخبارات الباكستانيون: إنهم يدرسون تقارير بأن ما يصل إلى سبعة من المتشددين الأجانب قتلوا وأن أنصارهم المحليين نقلوا جثثهم. ولكنهم أكدوا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الظواهري الساعد الأيمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن كان هناك. وقال مسؤول استخباراتي بارز لرويترز: (دعي إلى العشاء ولكن ليس هناك ما يدل على أنه حضر). ولم تعلق حكومة الولاياتالمتحدة ولكن مصادر أمريكية مطلعة على العملية قالت: إن من السابق لأوانه تحديد مصيره وأنه يتعين فحص رفات القتلى لمعرفة ما إذا كان الظواهري بينهم. وأضافت المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها لحساسية القضية أن الغارة الجوية نفذت استناداً لمعلومات مخابرات (جيدة جداً) تشير إلى أن الظواهري كان موجوداً في الموقع المستهدف. وقال مسؤول استخبارات باكستاني آخر: إن رجلي دين من أهل المنطقة معروفان بإيواء متشددي القاعدة حضرا العشاء ولكنهما غادرا المكان قبل ساعات من الضربة الجوية. وقالت المصادر الأمريكية: إنه يعتقد أنه تم استخدام طائرات بلا طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في الهجوم. وقال مسؤول مخابرات باكستاني: إنه تم إطلاق أربعة صواريخ. ورصدت واشنطن مكافأة قيمتها 25 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي لاعتقال كل من الظواهري وابن لادن الهاربين منذ أن أطاحت قوات تقودها الولاياتالمتحدة بحكومة طالبان في أفغانستان عام 2001م بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول. ويعتقد أن الاثنين يختبئان في المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية تحت حماية قبائل البشتون. ويأتي رد الفعل الغاضب على الضربة بعد أيام من احتجاج شديد وجهته باكستان للقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان قائلة: إن إطلاق النار عبر الحدود في منطقة وزيرستان القريبة قبل عدة أيام أدى إلى مقتل ثمانية. وينظر إلى الظواهري على أنه العقل المدبر للقاعدة كما أنه واجهتها العامة حيث أدان الولاياتالمتحدة في رسائل فيديو عديدة بثت أحدثها هذا الشهر. ولا شك أن قتله كان سيمثل انتصاراً كبيراً لواشنطن في معركتها ضد القاعدة التي فقدت الجانب الأكبر من قدرتها على شن هجمات في العالم بعد سلسلة من الاعتقالات المهمة في باكستان وفي أماكن أخرى كما يقول محللون. ومن جهة أخرى ذكرت مجلة (التايم) الأمريكية أمس أن مصر قدمت للولايات المتحدة الحمض النووي الريبي (اي.دي.ان) لشقيق أيمن الظواهري، ما سيمكنها من التعرف بصورة رسمية إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في حال مقتله. وأضافت (التايم) أن الحمض النووي الريبي لشقيق الظواهري المسجون في مصر، سبق أن استخدم في فحوصات أجريت في مختبرات مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.اي) في واشنطن، مشيرة إلى صعوبات في تحديد هويات الأشخاص الذين يقتلون في غارات أمريكية.