في مثل هذا اليوم من عام 1973 أعلنت إسرائيل أنها فقدت السيطرة على خط بارليف الدفاعي على شاطئ قناة السويس واستيلاء القوات المصرية عليه بالكامل بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب العربية ضد إسرائيل في السادس من أكتوبر، وكانت خسارة خط بارليف صفعة مدوية لإسرائيل بعد الدعاية الهائلة التي أحاطت هذا الخط به باعتباره خطا دفاعيا لا يُقهر. وتعود فكرة إنشاء هذا الخط لتأمين الاحتلال الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء إلى صباح يوم الثالث من نوفمبر عام 1968م، حيث عُرض على رئاسة هيئة الأركان ولأول مرة، خطة رئيس الأركان حاييم بارليف للدفاع عن شبه جزيرة سيناء. تنص الخطة على إنشاء خط فاصل على طول خط المياه في قناة السويس ونقاط مراقبة صغيرة، تفصل بين كل نقطة وأخرى مسافة ستة كيلومترات من الشمال إلى الجنوب. كان رد الميجر جنرال ارئيل شارون على خطة بارليف رداً سلبياً، حيث انتقد الخطة قائلاً (لم يركز الجيش الإسرائيلي عملياته أبداً حول خطوط دفاعية غير متحركة، لأننا وحتى عام 1967م، لم نكن نملك حدوداً نستطيع أن ندافع عنها دفاعاً منظماً، والنظرية العسكرية الإسرائيلية قامت على أساس الضربات الدفاعية التي تنقل الحرب إلى أرض العدو، أعتقد أن الدفاع عن سيناء يجب أن يكون بالقوات المتحركة لا بالثابتة). استشاط بارليف غضباً وجعل أعضاء رئاسة الأركان يستهزئون بشارون وحليفه الوحيد الميجر جنرال يسرائيل طال لانتقادهما ما أطلق عليه بعد ذلك (خط بارليف). أما على المستوى الشعبي فقد حظي خط بارليف بشعبية واسعة، وليس ادل على ذلك من أن الشاعرة ناعومي شيمر ألفت قصيدة غنائية بعنوان (مديح نقطة مراقبة)، أصبحت فيما بعد تردد في السهرات الليلية، وفي السادس من أكتوبر عام 1973 استطاعت القوات المصرية اقتحام خط بارليف وإقامة رؤوس الكباري لعبور القوات المدرعة المصرية إلى قلب سيناء خلال ست ساعات فقط، وبعد ثلاثة أيام كان المصريون يسيطرون بالكامل على خط بارليف الذي تحول إلى أثر بعد عين.
