في المسجد الحرام جهود جبارة

خدمة الحرمين الشريفين شرف تفخر به وتعتز بلادنا، والمطلع على الجهود المبذولة في هذا المجال يعلم أن الأمانة ثقيلة ولكنها نعمة تستحق كل هذه التضحية وعظم المنة يؤدي الى عظم المهمة.
الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تعلن حالة الاستنفار القصوى في جميع أجهزتها وإداراتها في هذه المواسم المتكررة والتي يتوافد فيها الملايين من المسلمين على هذا البلد المبارك لينعموا بالراحة ويأنسوا بالعبادة ويتفرغوا للطاعة، شعار العاملين في هذه الإدارات تعبنا راحة ما دمنا في خدمة بيت الله وزواره.
المضطلع بأدنى مسؤولية والمكلف بأيسر عمل في مناسبة من المناسبات يتصوّر حجم الجهد ويعرف قدر العمل الذي يبذله هؤلاء.
إنهم يعيشون مناسبات متكررة ويستقبلون ضيوفاً بالملايين ويشرفون على مئات العاملين.
لكنه عمل رباني ومهمة شريفة تستحق كل ما يبذل في سبيلها.
أطنان من التمور تمر رسمياً عبر الأبواب وغيرها من الأطعمة التي تدخل خلسة فتنوء بها ساحات وممرات المسجد الحرام، وخلال دقائق تلي فترة الإفطار تجد مئات العمال بمركباتهم السيَّارة وعرباتهم اليدوية تعالج هذه الحالة بسرعة متناهية وخبرة طويلة في هذا العمل حال وجود آلاف البشر الذين تضيق بهم الطرقات دون أن تتعطَّل الحركة أو يحجز الناس.
مئات الألوف من البشر الظامئة ترد الماء البارد في وقت واحد ولم تحل كثرتهم دون أن يحصل كل منهم على مراده من هذا الماء المبارك.
جموع غفيرة تقصد المسجد في اليوم عدة مرات وأخرى تلازمه سائر الأوقات تضيق بها الطرقات وتمتلئ بها الساحات وكلها تطالب الرئاسة بتوفير كافة الخدمات، إنه اختبار صعب وامتحان عسير لكن:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
يجب علينا أن نشد على أيدي المسؤولين والعاملين ونعينهم على أداء عملهم ونذكِّرهم أنهم في عبادة من أجل العبادات وطاعة من أفضل القربات، وقد امتن الله عليهم بهذه النعمة وخصَّهم بهذه الفضيلة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
مكة المكرمة ص.ب: 13663