أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أمس الخميس أن النظام في إيران التي تشهد تظاهرات كبيرة منذ يومين، لن يرحم «المرتزقة الذين يعملون لحساب العدو». وقال خامنئي في خطاب أمام آلاف الإيرانيين في فارامين جنوب شرق طهران، بثه التلفزيون مباشرة «قلت إن الشعب الإيراني لن يرحم مرتزقة العدو وأضيف اليوم ان المسؤولين لا يحق لهم الرأفة بالمرتزقة الذين يعملون لحساب الأعداء». وسبقت هذا الخطاب اشتباكات وقعت بين الطلبة والمتشددين في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس في السكن الطلابي بجامعة طهران، حيث تبادل الطرفان إلقاء الحجارة وسط محاولات قوات مكافحة الشغب منع تصعيد الموقف. وحاول المتظاهرون وبينهم عدد كبير من الشبان، التوجه بالسيارات إلى المدينة الجامعية حيث كان تظاهر آلاف الأشخاص، ولكن رجال الأمن سدوا المنافذ حول المدينة الجامعية وتفرق المتظاهرون في الشوارع المجاورة. ومجددا دعت شبكات التلفزيون التي تبث باللغة الفارسية عبر الأقمار الاصطناعية من الولاياتالمتحدة سكان طهران إلى التوجه نحو المدينة الجامعية. ورغم محاصرة قوات الشرطة والأمن كافة الشوارع المؤدية إلى المدينة الجامعية، فقد نجح المتشددون من جماعة أنصار حزب الله في الوصول إلى سكن الطلاب على دراجات بخارية، وقام الطلاب بترديد هتافات ضد الحكومة والقيادة السياسية للبلاد في حين ردد المتشددون هتافات مؤيدة للثورة الإسلامية. وهتف المحتجون «الدبابات والمدفعية والمدافع ما عاد لها أي تأثير»، وقال «خاتمي خاتمي استقل استقل»، وهتف آخرون «الموت للطغاة»، وكانت الهتافات موجهة إلى المحافظين والمعتدلين حول خاتمي على السواء. وقد تم منع الصحفيين والمصورين من الاقتراب من موقع الاحتجاجات واحتجزوا على مسافة كيلومترين من الموقع وطلب منهم الانسحاب، وقد تم اعتقال مصور وكالة فوتو برس الأوروبية للتصوير الصحفي التي تضم وكالة الأنباء الألمانية من ضمن وكالات أنباء أخرى ومصادرة الكاميرا التي بحوزته. وكانت مظاهرات الاحتجاج الطلابية قد تواصلت في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، عندما نظم عدد من الطلاب تجمعا احتجاجيا في سكن الطلبة بجامعة طهران. وقد انضم طلاب من جامعة بيهشتي الواقعة في طهران أيضا إلى الاحتجاجات هذه المرة، ومساء أمس الأول الاربعاء، نظم نحو 1500طالب احتجاجا ضد الحكومة ودعوا إلى إجراء استفتاء لتغيير الوضع السياسي في البلاد واستقالة الرئيس محمد خاتمي الذي كان يعتبر الملهم السياسي للطلبة.وانصبت احتجاجات يوم الاربعاء أصلا على عملية الخصخصة في السياسة التعليمية ولكنها سرعان ما اتسعت لتشمل مطالب ضد الحكومة. وقامت الشرطة بتفريق أولئك المتظاهرين حوالي الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي واضطرت أيضا إلى التعامل مع التيار المحافظ الذي نظم تظاهرة مضادة. وتساءل وزير التعليم العالي الإيراني أمس عن سبب تدخل الطلبة في موضوعات فنية ومرتبطة بالنقابات في منتصف الليل وليس بالنهار. وقال علي يونسي رئيس جهاز المخابرات إن قواته ستواجه بحزم أي تجمعات غيرمشروعة مستقبلا، ووصف الطلاب بأنهم أعضاء عصابات إجرامية مرتبطون بالدوائر السياسية في الخارج. ويتهم بعض أعضاء البرلمان الإيرانيالولاياتالمتحدة بأنها وراء هذه المظاهرات، مؤكدين أن واشنطن بدأت العمل لقلب نظام الحكومة القائمة منذ الثورة الإسلامية في 1979. وكان الطلبة هم القوة الأساسية التي جاءت بخاتمي إلى السلطة في عام 1997، ولكن انتخابات مجلس مدينة طهران التي جرت في وقت سابق من العام الجاري والتي كان الإقبال عليها ضعيفا دلت على أن دعم الرئيس الإصلاحي يتضاءل. وتنبأ محللون بمزيد من الاحتجاجات مع اقتراب الذكرى السنوية أوائل الشهر المقبل للاضطرابات الطلابية التي وقعت عام 1999. وقال برلماني رفض نشر اسمه لرويترز «مجتمعنا الآن مثل غرفة مليئة بالغاز وجاهزة للاشتعال بمجرد شرارة صغيرة».
