يعتقد الجميع أن تنظيف الأذن من العادات الحسنة التي يجب أن يمارسها المتحضر وهذا ما كنا نمارسه كأطفال المدارس، فكان الناظر يمر على التلاميذ في طابور الصباح ويشرف على أظافر التلاميذ وآذانهم. فالويل للتلميذ الذي كانت آذانه وسخة، كما أن الأمهات في المنزل تحرص على تنظيف آذان أولادها وخصوصا بعد الحمام. والحقيقة أن الأذن تفرز هذه المادة الصمغية التي يسميها العامة بالوسخ وهذه المادة الصمغية لزجة وزيتية، بحيث تلتقط وتمنع نمو الجراثيم في قناة الأذن، كما أنها ذات صفات حميدة، إذ تمنع نمو الجراثيم في قناة الأذن ويكون الافراز لهذه المادة من الداخل الى الخارج، بحيث تنتقل مثل النهر باتجاه الخارج بسرعة بطيئة جداً ، وهذا ما يجعل الأذن تنظف نفسها بنفسها، فكل ما يعلق بهذه المادة الصمغية، مثل الغبار، أو الحشرات، وما إلى ذلك، ينتقل الى الخارج بهذه الحركة الدائمة الى الخارج. فتنظيف الأذن يعمل تماما ضد سير المادة الصمغية، فمن يستعمل الأعواد القطنية مثلا، يرفع قسم من هذا الصمغ على العود ويدف القسم الآخر من الصمغ داخل القناة الأذنية، فتتراكم بالداخل، وترص مع التكرار، مما يفشل الأذن من تنظيف نفسها بنفسها. كما ان مثل هذا التنظيف يقلل من المادة الصمغية فلا تتمكن الأذن بعض الاحيان من إفراز كمية اكبر من الصمغ، وبذلك تفشل الأذن في تنظيف نفسها. كما أن نقص المادة في القناة الأذنية يولد لدى المريض حكة في الأذن مما يجبر المريض على اللعب بالأذن بغرض الحكم. وهنا يبدأ التفنن بالحك فهناك من يستعمل مفتاح السيارة، أو أعواد الثقاب وما يمكن ان يتصور العقل، وكثيراً ما يستعمل المريض الأعواد والقطن بغرض الحك، وهذا ما يزيد الطين بلة، حيث ينقص الصمغ من القناة الأذنية وهذا ما يزيد من المشكلة ويزيد الحك. يفهم مما سبق في هذا المقال، أن تنظيف الأذن غير ضروري أو مضر إذاً لماذا ينظف الأطباء الأذن في بعض الأحيان. والحقيقة أن بعض الحالات النادرة يكون الصمغ كثيرا جداً، وهذا يسبب انسداد hبقناة الأذن، وبالتالي نقص السمع، لذا وجب تنظيف الأذن، ويكون تنظيف الأذن باستعمال المجهر والمعدات الطبية، أما غسيل الأذن كما كان يعمل بالسابق، فأصبح غير مستحب لما يشكل ضغط الماء من مشاكل على طبلة الأذن. د. محمد نبيل الداعوق استشاري أول أمراض الأنف والأذن والحنجرة مستشفى المركز التخصصي الطبي.