طه صبان فنان لا يحتاج لهذه السطور؛ فتاريخه المليء بالحضور إبداعاً وتألقاً وكسباً للإعجاب وحتى الجوائز كاف لأن يكون أحد رواد الفن التشكيلي بحق.. لم يعد منتظرا إطراء أو مديحا بقدر ما يستحق التكريم على أعلى مستوى من وزارة الثقافة.. مع أسماء أخرى تعد على أصابع اليد الواحدة لا تقل عنه.. فنان لم تغير شهرته حسن خلقه وتواضعه، فكانت كافية لازالة حجالة الاستغراب أمام استجابته لدعوة الفنان ال (صبور) نهار مرزوق عندما تقدم بطلب أن يقيم ورشة ضمن برنامج فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في جدة عاصمة الإبداع البصري، مع أن وصفها بالدورة هو الوصف الحقيقي إذا اتفقنا جميعا انها تأتي من رجل له أهميته وخبراته تجعلني آمل من الزميل نهار أن يمنح لها شهادات اجتياز لكل المشاركين. لقد كان لحضور هذا الرجل بقيمته الفنية والابداعية والخلقية من الدليل الناصع البياض لمكد على ما يستحقه من وصف المتمثل في من حضر تلك الورشة. اسماء تعتز بها الساحة تعي ما يعنيه الحضور والاستفادة من فنان مخضرم من رواد الفن ليس على مستوى المملكة فحسب بل على المستوى العربي.. رأي ليس لكاتب هذه السطور من باب المجاملة بل هي الحقيقة.. أعود للقول إنني لم أكن مستغربا استجابته للدعوة، وإنما أقف احتراما له لأنه جعل من هذا التجاوب إشارة صادقة ليس من ورائها أي مصلحة أو محاباة بقدر ما هي مواقف الرجال.. وتواضعهم في زمن كثرت فيه سبل المصادمات والتناحر والشللية.. إلا أنه لم (ينحاز) أو يتكتل بقدر ما كان ولا زال أفقي العلاقات. كاسبا محبة الجميع. أبدع في اللوحة فحقق الحضور وساهم بماله وبوقته مؤسسا لأتيليه جدة فأثرى الساحة بالمعارض فأسهم في بناء أجيال أصبح الكثير منهم نجوما في سماءالفن.. لقد أثبت بهذه المساهمة دعمه الكبير للجمعية السعودية للفنون التشكيلية، ككيان يتلمس خطاه، مع وقفاته السابقة الدالة على الحكمة والمؤكدة على أنه بالفعل رجل يقدر صعوبة البدايات والتأسيس، فلم يقرأ له رأي في صحيفة يحبط به من يسعى لبناء الجمعية في أحلك ظروفها، ولم يتحدث بتصريح في اذاعة أو تلفزيون أو صفحة على الانترنت يعيق بها ما تمر به الجمعية من حبو نحو المشي نحو الأفضل، ولم تمنعه شهرته الكبيرة من أن يقبل دعوة لإقامة ورشة لزملائة التشكيليين وقبل ذلك دعما وتشجيعا لفرع الجمعية في جدة. لقد أزاح هذا الفنان الرائع بإبداعه وإنسانيته وتواضعه كل الجروح التي أصابت الفرع.. وجاءت هذه المبادرة دليلا على ان الواقع التشكيلي لا زال بخير مليء بالرجال قولا وفعلا.. وقناعة منهم بأن الجمعية جزء من الحراك التشكيلي وأنها جزء من المؤسسات المشاركة في بناء حضارة الوطن.. خصوصا أنها في حاجة ماسة لمثل هذه المواقف من رواد الفن التشكيلي. تحية إعجاب وتقدير وإجلال للفنان طه صبان.
