أخفق تمديد وقف إطلاق النار في كشمير في تعزيز آمال السلام بالاقليم المتنازع عليه. ويقول كثيرون في وادي كشمير ان قوات الأمن الهندية التي واجهت موجة هجمات شرسة من الثوار بدأت تتجاهل الهدنة المستمرة منذ شهرين والتي أعلنت الهند أمس تمديدها في الاقليم. وقال شهود عيان إن عمليات الفحص والتفتيش تزايدت في سريناجار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة, وتستعد الهند للاحتفال بعيد الاستقلال اليوم الجمعة. وقال مختار أحمد المحامي لرويترز: عندما أعلن رئيس الوزراء وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي أضاء ذلك مصابيح الأمل,, أمل السلام,, في الوادي الملوث بالدماء, لكن في الآونة الأخيرة وبخاصة في الأسبوع الأخير لم يعد وقف إطلاق النار منظورا . وأضاف أحد أسباب ذلك أن الثوار استفزوا قوات الأمن بتكثيف الهجمات عليها . وفي نيودلهي لم يكن هناك سوى ترحيب مشوب بالحذر من جانب المحللين والمعلقين على قرار تمديد وقف إطلاق النار شهراً آخر. وقالت صحيفة تايمز أوف انديا اليومية في مقال افتتاحي لا يكون لوقف إطلاق النار قيمة إلا إذا كان أحد عناصر استراتيجية أوسع لإقرار السلام . وكانت اللجنة الوزارية الهندية المختصة بشؤون الأمن قد مددت أمس الأول وقف إطلاق النار في كشمير رغم تقارير بأن هناك انقسامات بين صفوف الحكومة حول هذه القضية. ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 28 نوفمبر تشرين الثاني الماضي قتل حوالي 300 شخص في أعمال عنف انفصالية في جامو وكشمير وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة. وقتل مسؤول بالشرطة عندما انفجر لغم في قلب سريناجار. وحثت صحيفة أشيان ايدج الحكومة على وضع استراتيجية تستهدف تحقيق سلام دائم. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي يواجه رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي ضغوطا من حزبه وزملائه في الحكومة كي لا يمدد وقف إطلاق النار,, ولكن القرار الإيجابي يجب أن تتبعه استراتيجية حاسمة . وزعمت الصحف والمحليون في الهند أن باكستان التي تتهمها الهند بدعم الثوار في جامو وكشمير قد تستغل وقف إطلاق النار لتطلق العنان للثوار المسلمين الذين يتمركزون في الأراضي الباكستانية ويقومون بعملياتهم في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير. ورفضت معظم جماعات الثوار الكشميرية قرار وقف القتال وواصلت هجماتها ضد القوات الهندية هناك.
