قال علماء أمس إن المعلومات المستقاة من مصادم الهدرونات الكبير خارج جنيف يبدو انها تبرهن على وجود جسيمات تعرف ب «الكوارك الخماسي»، ما يفكّك لغزاً مضى عليه 50 سنة في شأن الوحدات البنائية للمادة. والكوارك مكوّن أساس للجسيمات دون الذرية مثل البروتونات والنيترونات التي يتكون كل منها من ثلاثة كواركات، أما جسيمات الميزونات الأقل شيوعاً والأكثر من حيث عدم الاستقرار، وهي موجودة في الأشعة الكونية، فتحتوي على أربعة كواركات. وقال الناطق باسم مصادم الهدرونات جاي ويلكنسون إن «تصادماً» حدث ينبئ بوجود هذه الجسيمات وسط بلايين التصادمات التي يمكن تفسيرها على انها توحي بوجود الكوارك الخماسي، مضيفاً: «نرى ان الأمر استوفى معايير الاكتشاف وليس أمامنا من سبيل آخر لتفسير ما شاهدناه، وسنقدم ورقة بحثية إلى دورية تتولى البحث في الأمر ثم تُحكّم الأوساط العلمية». ولفت إلى أن جود قرائن على اكتشاف «الكوارك الخماسي» يفتح أبواباً وما نريد أن نفعله الآن هو البحث عن جسيمات أخرى ل «الكوارك الخماسي» ومحاولة فهم مزيد عن طبيعتها وقد يدلنا ذلك على مؤشرات تبيّن طريقة ارتباط المادة داخل أجسامنا، وقد تكون لذلك أبعاد كونية لفهم ما يحدث للنجوم في نهاية حياتها». ومصادم الهدرونات الكبير جهاز يحدث داخله تصادم مباشر بين شعاعين من البروتونات بسرعة تقارب سرعة الضوء لتفتيت البروتونات الى جسيمات أصغر تسمّى كواركات وميوونات وجسيم بوزون هيجز الافتراضي وهو الهدف الرئيس من هذه التجارب. وهو أيضاً مجمع ضخم من المغناطيسات الحلقية العملاقة والأجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات، وكلف انشاؤه عشرة بلايين دولار ويصل عمره الافتراضي إلى 20 سنة.