رأى البطريرك الماروني نصرالله صفير، بحسب ما نقل عنه رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض، ان «الخطر على لبنان لم يعد مجرد خطر من الخارج، بل أصبح في قلب البيت». وقال محفوض بعد لقائه صفير: «قال لنا البطريرك بكل وضوح إن موقفه الأخير (عن سلاح «حزب الله») يعبّر عن حقيقة ما يجري، واعتبر أمامنا ان موضوع السلاح هو القضية المحورية التي لا يمكن السكوت عنها». وأضاف: «البطريرك قلق على المستقبل كما هو قلق أيضاً من إحداث المزيد من التأخير في إطلاق التشكيلة الحكومية، وكرر مجدداً موقفه المبدئي لجهة استحالة جمع الموالاة والمعارضة في حكومة واحدة». وكان صفير التقى أمس الرئيس الأعلى ل «منظمة مالطا ذات السيادة» ماثيو فستينغ يرافقه رئيس حكومة المنظمة وزير خارجيتها المستشار الأعلى جان - بيار مازيري في حضور سفير المنظمة في الأردن وليد الخازن، واستبقاهم إلى مائدة بكركي. وألقى صفير كلمة رحّب فيها بالوفد، مثنياً على نشاط المنظمة وهي «موجودة في ما بيننا منذ زمن بعيد، وكانت دائماً ناشطة تجاه ذوي الحاجة في الجنوب والشمال وحيث ما تدعو الحاجة، وأثبتت فاعليتها في أوقات الضيق والحاجة، وأفاد لبنان مما قامت وتقوم به من مشاريع إنسانية غايتها تحسين وضع السكان، خصوصاً في القرى النائية، وبوجه أخص في الجنوب حيث المصائب تتوالى على الأناس الآمنين». وقال: «لبنان يتوق الى السلام، ولكنه سلام يبدو سراباً، كلما اقترب تحقيقه تبدد وتبخر، ولبنان بلد صغير لكنه بلد عريق بقدمه وتاريخه. وهناك كثيرون يطمعون به، وهو لا يزال يقاوم ويصارع، على رغم كل الصعوبات التي تعترض سبيله، وهو يعاني اليوم مصائب كثيرة، وقد توطنه العديد من الناس الذين ضاقت بهم أرضهم لتوافد من لم يكن ينتظر إنهم سيفدون عليهم، وعلى من حوله من بلدان، ولا عجب، ما دامت المنطقة تعاني، فلا يعقل ان يبقى لبنان وحده في منأى عما يجري حوله». وأضاف: «هو (لبنان) يعاني شؤوناً كثيرة، وأخصها الهجرة الكثيفة التي تبتلع أبناءه، وخصوصاً المنتجين منهم، وغادر لبنان في الأربعين سنة الأخيرة ما فوق المليون لبناني، فذهبوا الى مختلف بلدان العالم، واذا باللبنانيين منتشرون اليوم في استراليا والولاياتالمتحدة وكندا وبعض بلدان اوروبا، واللبناني طموح من طبعه الى غد أفضل، فهو يجازف في هذا السبيل». ورد رئيس المنظمة شاكراً للبطريرك «حسن الضيافة»، مثمناً «الدور الذي يقوم به للحفاظ على وحدة لبنان». وأكد «استمرار المنظمة في تقديم الدعم لكل اللبنانيين من أجل تحسين أوضاعهم في كل المناطق». وكذلك التقى صفير المدير العام ل «مؤسسة فارس» العميد المتقاعد وليم مجلي نقل إليه رسالة خطية من النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس شكره فيها على كتاب التهنئة الذي وجهه اليه لمناسبة تكريمه في الولاياتالمتحدة.