أكدت مصادر سعودية رسمية ل«الحياة» أمس، أن المملكة تتجه إلى تسمية سفير جديد لها لدى إيران خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بعد عودة السفير السعودي لدى طهران محمد الكلابي إلى المملكة أخيراً. وتأتي الخطوة في ظل تقارب واضح بالعلاقات السعودية - الإيرانية، وذلك بعد أن أعرب الرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني، عن أمله ب«تنامي التعاون الأخوي بين المملكة وإيران، في ظل الوحدة والوفاق والاستفادة من المشتركات الثقافية والتاريخية العميقة للشعبين». وقدم روحاني في برقية بعثها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - بحسب وكالة مهر الإيرانية - التهنئة للملك عبدالله بن عبدالعزيز، وللحكومة والشعب السعودي لمناسبة الذكرى ال83 لليوم الوطني في المملكة الأسبوع الماضي، معبراً عن تمنياته ل«خادم الحرمين الشريفين بالصحة والتوفيق، وللحكومة والشعب السعودي بالعزة والازدهار». ووصف الرئيس الإيراني الجديد روحاني، المملكة بأنها «دولة صديقة وشقيقة للجمهورية الإسلامية في المنطقة»، داعياً في تقارير صحافية نشرتها وسائل إعلام إيرانية أخيراً، إلى رفع مستوى العلاقات بين كل من الرياضوطهران. وأكد خلال لقائه مسؤولي بعثة الحج ومنظمة الحج والزيارة الإيرانية في طهران أخيراً، أن «السعودية دولة جارة وشقيقة لإيران في المنطقة»، مضيفاً - بحسب وكالة أنباء فارس - أن «البلدين يرغبان في إزالة التوترات الجزئية كافة التي تعوق مسار علاقاتهما». إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور زهير الحارثي، إن «على دول الخليج العربي والسعودية ألا تتفاءل كثيراً بالعلاقات مع إيران»، مضيفاً: «الموقف السعودي واضح ومعروف إذا صدقت البيانات من الجانب الإيراني. ودول الخليج والمملكة مدت يدها كثيراً لإيران في الأعوام الأخيرة، لكن طهران تعاملت بطريقة غير ديبلوماسية وتجاوزت ذلك بالتجسس على الدول الخليجية، ويذكرنا اليوم خطاب الرئيس الحالي روحاني بمرحلة الرئيس خاتمي (الرئيس الأسبق) السابقة التي عشناها»، مؤكداً أن الأهم هو «أن تترجم هذه الرؤية إلى واقع والتزام بعدم التدخل في شؤون دول الخليج، وبناء الثقة بين ضفتي الخليج العربي، ووضع التفاهمات حول أمن الخليج، ويبقى السؤال: هل في إمكان إيران أن تفتح صدرها لتستمع لدول الخليج وعدم استفزازها»؟ وحول إن كانت دول الخليج العربي متفائلة بالعلاقات مع إيران بعد وصول روحاني إلى الرئاسة، قال الحارثي: «يجب أن يكون هناك تفاؤل بحذر، ويعتمد ذلك على توجه المرشد: هل هو توجه حقيقي أم هي مسألة تكتيكية لفك الضغط على طهران؟ والحقيقة أن الزمن هو الكفيل للإجابة عن هذا السؤال، علماً بأن دول الخليج لم تمارس أي عداء أو ضغط على إيران على رغم أن السُّنة يعانون فيها كثيراً، لكن دول الخليج لم تتدخل في هذا المجال، ويجب أن تقبل إيران بوجود تحكيم دولي في احتلال جزر الإمارات الثلاث، وأن تتخلى عن دعم الفوضى في البحرين والسعودية». وفي شأن غموض الملف الإيراني النووي، أكد الحارثي أن مسألة «البرنامج النووي هي مسألة مصيرية وحياة أو موت بالنسبة إلى طهران، والرئيس الحالي روحاني كان المشرف على البرنامج النووي، ولكن المشكلة في إيران أنها لم تنفتح على التزامات الطاقة النووية، ولم تبعث بأية تطمينات واضحة حول برنامجها».