تواصل الهجمات المفخخة ضرب المدن العراقية بشكل شبه يومي، في غياب الحلول الأمنية وتضارب في المعلومات عن أساليب التفجيرات وتعثر مزمن في التسوية السياسية وتأكيد لاستخدام مادة «سي فور» في الهجمات. وقتل وجرح نحو 91 شخصاً أمس في هجوم على وسط سوق شعبية في منطقة سبع البور شمال بغداد، على ما أفادت مصادر أمنية، مؤكدة أن «التفجير انتحاري، تبعته ثلاثة انفجارات أخرى، منها انفجار مولد كهربائي وأسطوانة غاز»، لكن مصادر أمنية أخرى أكدت أن الهجوم تم بواسطة ثلاثة عبوات ناسفة. وانفجرت عبوة في سوق في حي الدورة شمال بغداد مخلفة سبعة قتلى و15 جريحاً. وكان أنصار رجل الدين مقتدى الصدر تظاهروا شرق بغداد أول من امس، مشككين في الرواية الرسمية لتنفيذ هجوم طاول مجلس عزاء السبت وخلف عشرت القتلى والجرحى. وكانت قوات الأمن أعلنت أن هجوماً نفذه انتحاريان وسط مجلس العزاء، فيما عرض تيار الصدر اعترافات شخص قال إنه زرع بنفسه عبوة ناسفة قرب مولد كهربائي. ويُعتقد أن زرع العبوات الناسفة قرب مولدات الكهرباء يهدف إلى رفع مستوى التدمير. وشددت قوات الأمن إجراءاتها في بغداد بعد تلقيها معلومات عن وجود عشرات الانتحاريين والسيارات المفخخة داخل المدينة، لكن تلك الإجراءات تتعرض لانتقادات واسعة، فما عدا التضييق على حياة الأهالي لم تساهم المئات منها في منع تسرب المتفجرات إلى أهدافها. ويؤكد المختصون أن «المجموعات المسلحة تستخدم منذ نحو 6 سنوات مواد شديدة التفجير من نوع «سي فور» يُستورد معظمها من ايران عبر منافذ مختلفة وتتم معالجتها محلياً على شكل عبوات ناسفة أو لاصقة مختلفة الأحجام «. واستخدمت هذه المادة في العراق بشكل واسع ابتداء من عام 2006 لاستهداف المدرعات الأميركية، وتحول استخدامها في ما بعد إلى تدمير المنشآت ، ثم الأسواق والشوارع . وترتفع أسعار المادة المطلوبة في العراق عن أسعار المتفجرات العادية مثل «تي أن تي». وتعلن الأجهزة الأمنية بشكل مستمر عن اكتشاف معامل لتصنيع العبوات الناسفة في أطراف المدن تضم أطناناً من المادة المتفجرة، إلا أنها تعرض على شاشات التلفزيون في العادة أسلحة رشاشة وقنابل هاون وأعتدة. من جهة أخرى، نفى رئيس الحكومة نوري المالكي وجود مقاومين للاحتلال في السجون، وأكد أن المعتقلين «إرهابيون» أو «خارجون على القانون». وكان المالكي يجيب عبر منفذ التواصل الاجتماعي على سؤال عن دعوة الصدر أنصاره إلى التظاهر اليوم للمطالبة بإطلاق 900 معتقل من أنصاره منذ فترة الحرب الأهلية.