أصدر Almaniah.com، الموقع الإلكتروني الرائد المتخصص في الشأن الألماني فقط، نتائج استبيان استقصائي واسع للتصورات العربية حول ألمانيا. وقد شارك في استطلاع الرأي، الذي تم إجراؤه على شبكة الإنترنت بين 22 و30 حزيران (يونيو) الماضي 8912 شخصاً من 22 دولة عربية، ما يجعله أكبر استطلاع رأي من نوعه على الإطلاق حول صورة ألمانيا في العالم العربي. وتضمن استطلاع الرأي هذا سلسلة من 12 سؤالاً استطلعت تصورات الناس وتقييماتهم وآراءهم حول ألمانيا، ودورها على الساحة العالمية، وشعبها، وعوامل «القوة الناعمة» المختلفة بما في ذلك الثقافة الألمانية والمنتجات والرياضة. ويكشف الاستبيان انطباعات إيجابية للغاية عن ألمانيا في المنطقة، ورغبة في مشاركة ألمانية أقوى في الشؤون العالمية، وتقديراً واسعاً لإنجازات البلد الاقتصادية والثقافية. ومن اللافت أن 94 في المئة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأنه ينبغي منح ألمانيا حق الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى جانب الأعضاء الدائمين فرنسا، الولاياتالمتحدة الأميركية، بريطانيا، روسيا والصين. وتماشياً مع هذه النتيجة، يتمنى 79 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أن تكون ألمانيا «مشاركة بقوة أكبر في السياسات الدولية». وفي سؤال آخر تم فيه الطلب من المشاركين تحديد «أهم الشركاء الدوليين للعالم العربي» ضمن قائمة تضم 8 بلدان، اختار 77 في المئة ألمانيا لتتصدر القائمة متقدمةً على الصين (62 في المئة)، تركيا (52 في المئة)، الولاياتالمتحدة (51 في المئة) وفرنسا (45 في المئة). وقد يكون من المفاجئ أن نسبة المشاركين الذين ينظرون إلى بريطانيا كواحدة من أهم الشركاء الدوليين للعالم العربي بلغت 24 في المئة فقط. وتأكيداً على الآراء أعلاه، فإن حوالى ثلثي الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن علاقات ألمانيا مع العالم العربي قد شهدت مزيداً من التحسن خلال السنوات الأخيرة، بينما يعتقد 31 في المئة أنها «لم تشهد أي تغيير» ويرى 2 في المئة فقط بأن العلاقات قد ساءت، من وجهة نظرهم. وفي سؤال آخر، أفاد 70 في المئة من المشاركين العرب أن سقوط جدار برلين قد «غيّر وجه العالم»، وهو ما يمثل إشارة إلى إدراك الكثيرين في المنطقة العربية للآثار التاريخية التي نتجت عن أحداث 1989. وفي سؤال «ما أول ما يتبادر إلى ذهنك عند سماع كلمة ألمانيا»، الذي اشتمل على قائمة خيارات تضم: «السيارات»، «الفن والثقافة»، «مهرجان أكتوبر» و»بوابة براندنبورغ»، اختارت الغالبية الساحقة (76 في المئة) «علامة صنع في ألمانيا»، تليها «السيارات» (68 في المئة)، «المناظر الطبيعية الخضراء والجبال» (47 في المئة)، «كرة القدم» (39 في المئة)، «الفن والثقافة» (28 في المئة) و»بوابة براندنبورغ» (19 في المئة). وفي سؤال آخر، أفاد 94 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أنهم «على استعداد أن يدفعوا مالاً أكثر مقابل منتج مصنوع في ألمانيا»، مما يعكس مجدداً الصورة الإيجابية للصناعة الألمانية في العالم العربي. كما أظهر الاستطلاع أيضاً أن المواقع الإلكترونية (85 في المئة) والتلفزيون (63 في المئة) هي أهم مصادر المعلومات حول ألمانيا. ومن المثير للاهتمام أن الفايسبوك (49 في المئة) احتل المركز الثالث متقدماً بفارق كبير على الصحف (21 في المئة)، الإذاعة (9 في المئة) وتويتر (6 في المئة). وعلى رغم هذه الصورة، فقد أفاد عدد كبير من المشاركين بأنهم يتمنون الحصول على معلومات أكثر عن ألمانيا باللغة العربية، بما في ذلك «الإبداعات والابتكارات الألمانية» (71 في المئة)، «المزيد من المعلومات حول عروض المؤسسات الألمانية في العالم العربي» (58 في المئة)، و»تقارير عن القطاعات والصناعات الألمانية» (50 في المئة). وفي سؤال حول الكيفية التي يرون بها الشعب الألماني، اختار عدد كبير من المشاركين (65 في المئة) صفة «التنظيم الجيد»، «العمل الدؤوب» و»الكفاءة» (كلاهما 61 في المئة)، بينما نال خيار «غياب حس الفكاهة» 9 في المئة فقط. وكانعكاس آخر لتزايد القوة الناعمة الألمانية في العالم العربي، فإن أكثر من ثلثي المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن ألمانيا ستفوز بكأس العالم لكرة القدم في عام 2014.