حفظ العداء توفيق مخلوفي ماء وجه المشاركة الجزائرية بأولمبياد لندن عندما منحها ذهبية 1500 متر كانت كافية لتحل بفضلها بالمركز الخمسين عالمياً بالأولمبياد التي اختتمت أول ن أمس. واحتلت الجزائر المركز الثاني عربياً بعد تونس، والمرتبة الخامسة أفريقياً، وال50 عالمياً رفقة الباهاماس وغرونادا وأوغندا وفنزويلا، بعد أن شاركت بتعداد يضم 39 رياضياً. وكانت المشاركة الجزائرية قد حلت في المركز ال64 عالمياً رفقة طاجكستان والباهاماس وكولومبيا وكرغيزستان والمغرب، والسابعة افريقياً والثانية عربياً خلال أولمبياد العاصمة الصينية بكين عام 2008. وحينها بلغ عدد رياضيي الجزائر 61 رياضياً. لكن التقدم ب14 مركزاً عالمياً بين آخر دورتين أولمبيتين لم يسلمها من الانتقادات الشعبية والرسمية التي طاولتها بالنظر إلى كلفتها التي تجاوزت 50 مليون يورو في وقت فضلت وزارة الشباب والرياضة الصمت تجاه النتائج المخيبة ولم تبادر إلى فتح تحقيق كما فعلت المغرب ودول أخرى. وكان أول المنتقدين رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية رشيد حنيفي الذي اعتبر أنه: «إذا كانت الميدالية الذهبية مصدر فرحة كبيرة، فإنها في المقابل تحتم علينا عدم التقهقر دون هذا المستوى». وأضاف: «يمكن القول إن الجزائر لم تحصل على ميدالية ذهبية منذ 10 سنوات، وهو ما يمكن اعتباره تطوراً ايجابياً، لكن بالنسبة للرياضيين المشاركين، نلاحظ تقهقرا بالنسبة لألعاب بيكين إذ انخفض العدد من 63 إلى 39 رياضياً، ولو ان معايير التأهل اضحت صارمة و صعبة للغاية». ودعا حنيفي إلى ضرورة «الجلوس إلى طاولة الحوار» لأجل «كشف الحساب» في عديد الرياضات مؤكداً أنه: «عندما يحصل إخفاق لا يجب محاولة تحويله لشيء آخر بالبحث عن مبررات، يجب تقبل الامر وتحمل المسؤولية، علينا مكاشفة أنفسنا بالأسباب التي أدت لهذا الاخفاق لكي لا يتكرر مستقبلاً». من جانبه، أعرب المدير الفني الجزائري لألعاب القوى، احمد بوبريط عن «قناعته بان عملاً كبيراً ينتظر الاتحاد الجزائري لألعاب القوى» يتمم إنجاز البطل الأولمبي توفيق مخلوفي. وأوضح بوبريط أنه: «بستة عدائين فقط شاركوا في العاب لندن، حصلنا على ميدالية ذهبية بفضل مخلوفي، وهي الأولى منذ العاب سيدني، انه انجاز باهر، أنا سعيد بهذه الميدالية الذهبية لكن عملاً كبيراً يبقى بانتظارنا خصوصاً على مستوى التكوين القاعدي». في المقابل رفضت وزارة الشباب والرياضة فتح تحقيق بشأن الإخفاق الجماعي لمعظم الرياضيين المشاركين بالأولمبياد، وقالت على لسان مدير الرياضة حسين كنوش إن «الوقت سابق لأوانه لفتح مثل هذا التحقيق واتخاذ الإجراءات العقابية بشأن الاتحاد الفاشلة».