تجددت المواجهات العرقية بين مجموعات من الشباب الميزابيين (أمازيغ) والعرب منذ 3 أيام في بلدات عدة في ولاية غرداية الجزائرية (600 كلم جنوب العاصمة)، وذلك إثر الاعتداء على إحدى المارات رشقاً بالحجارة، ما أدى إلى جرح حوالى 30 شخصاً، معظمهم في بريان (45 كلم شمال الولاية). وأسفرت أحداث العنف أيضاً عن جرح عدد من قوات حفظ النظام الذين وصلوا كتعزيزات أمنية للفصل بين المتقاتلين. ووضع شبان غاضبون متاريس من الحجارة وأحرقوا إطارات لعرقلة حركة المرور على الطريق العام ومنع وصول القوات الحكومية. وقال شهود إن قوات الأمن لجأت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق الشبان ومنع أي تجمع لمثيري الشغب. ولا تزال مظاهر تخريب وتكسير المرافق والممتلكات العامة إضافة إلى آثار حرق الإطارات والحجارة المستخدمة في سد الطرق وبقايا القنابل المسيلة للدموع ظاهرة للعيان في المنطقة، راسمةً صورة الخراب الذي طاول وسط مدينة بريان. وبات مشهد المشادات العنيفة متكرراً في أحياء ومناطق غرداية، فتفجرت الاشتباكات الجديدة بعد رشق فتاة كانت متوجهة إلى العيادة المتعددة الخدمات في بريان من جانب مجموعة من الشباب، ما أدى إلى تدخل أقاربها قبل أن يتطور الأمر ليشمل عدداً أكبر من الناس الذين تجمعوا على الطريق الوطني الرقم 1 الذي يعبر المدينة. على صعيد آخر، بعث الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس، برقية تهنئة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس في مناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاعتلائه عرش المملكة، جدد فيها عزمه على «تعزيز علاقات الأخوة والتعاون المثمر» بين البلدين. وأتت الرسالة في ظل انقطاع شبه تام للعلاقات الثنائية بين الجزائروالرباط. وتمنى بوتفليقة أن تتسم علاقات بلاده مع المغرب بحسن الجوار. وقال في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية: «أغتنمها مناسبة سعيدة لأجدد حرصي على العمل مع جلالتكم من أجل تمتين وشائج القربى وحسن الجوار التي تجمع بلدينا الشقيقين، وعزمي على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون المثمر بيننا بما يعود بالخير العميم على شعبينا وبلدينا». وكانت الجزائر خفضت مستوى تمثيلها الديبلوماسي في الاجتماعات الدولية والاقليمية التي تُعقد في الرباط، تنفيذاً لقرار اتخذته عقب حادثة الاعتداء على قنصليتها في الدار البيضاء في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، حيث ربطت الجزائر مستوى تمثيلها في اللقاءات التي تحتضنها المملكة المغربية ب «لهجة الرباط» تجاهها. وتابع بوتفليقة: «يطيب لي، في غمرة احتفالات الشعب المغربي الشقيق بالذكرى الخامسة عشرة لاعتلائكم عرش المملكة المغربية المجيد، أن أعرب لجلالتكم باسم الشعب الجزائري وأصالةً عن نفسي، عن أخلص التهاني مقرونة بتمنياتي لكم ولجميع أفراد الأسرة الملكية الشريفة بموفور الصحة ووافر السعادة، راجياً من الله عز وجل أن يديم عليكم نعمه وأن يسدد خطاكم ويوفقكم لما فيه خير الشعب المغربي وازدهاره».