بدأ في اوروبا عرض الثلاثية السينمائية التي اخرجها الفرنسي لوكاس بيلفو تحت عناوين "ثنائي رائع" و"فرار" و"بعد الحياة" من بطولة اورنيلا موتي. ولم تكن النجمة الايطالية الجذابة قد ظهرت فوق الشاشة الكبيرة منذ فيلم "مجهول ستراسبورغ" قبل حوالى اربع سنوات. بدأت اورنيلا موتي، واسمها الحقيقي فرانشسكا رومانا ريفيلي، مشوارها السينمائي في بداية السبعينات وهي في السادسة عشرة لكنها خاضت في الفترة نفسها العديد من التجارب الاخرى مثل الحب والامومة جعلتها خبيرة في امور الحياة على اكثر من صعيد وهي لا تزال مراهقة. وسرعان ما تحولت بفضل جمالها المتوحش وجاذبيتها الفذة الى نجمة معروفة تمثل اوروبا وتنافس النجمات الهوليووديات في قلوب المتفرجين، خصوصاً انها كانت تضيف الى جمالها جرأة ملموسة في ادوارها السينمائية عوّضت بها "النقص" في موهبتها الدرامية الذي اتهمها به النقاد في اكثر من مناسبة وراحوا يقارنون بينها وبين الفنانات الاميركيات. ولمعت اورنيلا قبل عامين في مسلسل تلفزيوني اوروبي عنوانه "كونت مونتي كريستو" تم تصويره في اربع حلقات وبيع الى شبكات تلفزيونية عالمية بفضل حبكته التي تعتمد على المغامرات والعواطف، وايضاً لان الدور الرئيسي فيه يؤديه النجم الفرنسي الدولي جيرار دوبارديو، وفي هذا المسلسل قدمت اورنيلا الدليل على قدراتها الدرامية القوية. كما ظهرت في مشهدين عاطفيين طويلين اثبتت من خلالهما انها لم تفقد في سن الثالثة والاربعين ذرّة من جاذبيتها، وهذه الصفات وغيرها لا تزال النجمة تطرحها الآن على جمهورها في الثلاثية السينمائية والنازلة حالياً الى الاسواق. وعلى الصعيد الشخصي تعيش اورنيلا موتي حالياً قصة عاطفية مع شاب فرنسي يصغرها بحوالى عشر سنوات، وهي تزوجت وطلّقت مرتين في الماضي وانجبت ثلاثة اطفال آخرهم صبي عمره الآن 13 سنة. ولأورنيلا حفيد هو طفل ابنتها الكبرى، يجعلها بلا شك اجمل وأصغر جدة. في باريس التقت "الوسط" اورنيلا موتي لمناسبة عودتها الى الشاشة بعد فترة احتجاب في حوار شيق عن حياتها وفنها. ما هو رد فعلك على شهرتك المبنية الى حد ما على كونك "قنبلة اغراء"؟ - اذا كنت من ناحية أتمتع فعلاً بجمال لا بأس به تضحك فأنا من ناحية لست ابداً "قنبلة اغراء" في حياتي اليومية. انا امرأة عاشقة صادقة في عواطفي وام وايضاً جدة منذ سنوات قليلة. انني فخورة جداً بحكاية الجدة هذه وأرويها لكل من اتحدث اليه فقد انجبت ابنتي طفلاً عمره الآن اربع سنوات، والفرحة التي شعرت بها في ذلك الحين كادت ان تكون اكبر من تلك التي عرفتها حينما رزقت بطفلتي وكنت لا أزال صغيرة جداً. وانا سعيت لمساعدة ابنتي في كل ما يخصّ الاهتمام بطفلها، لكنها احتجّت على المسألة في ما بعد مدّعية انها قادرة على القيام بواجبها كأم من دون اي مساعدة مني. هل تلقيت عرضاً لأداء شخصية امرأة غير جذابة مثلاً وتتميز بصفات انسانية اخرى؟ - تضحك لا، واعتقد بأن المخرجين لا يفكّرون بي عندما يبحثون عن ممثلة لهذا النوع من الادوار. احتجبت فترة عن الشاشة فما كان سبب هذا الغياب؟ - اود أولاً تصحيح نقطة اساسية تخص حياتي المهنية، وهي انني عملت في ايطاليا في افلام لم توزع خارج بلدي، فاعتقدني الجمهور خارج بلادي بأنني اعتزلت كلياً بينما لم يكن هذا الاعتزال الا جزئياً وسببه انشغالي بأشياء كثيرة، لا سيما حياتي الشخصية، اذ قررت ان اعطي عائلتي كل اهتمامي وان اعيش حياتي كإمرأة من دون ان انشغل بقراءة السيناريوات واختيار الادوار وقضاء اسابيع طويلة منغمسة في تصوير احد الافلام من دون ان استطيع تلبية حاجة عائلتي لي في البيت. انها مسألة اختيار وانا شخصياً اعتقد فعلاً بأن كل امرأة في حاجة الى عاطفة محيطها المنزلي والعائلي، وهي خاطئة اذا اختارت عدم التوقف عن العمل على حساب هذه الامور. لقد خرجت من فترة اعتزالي الموقت جداً، ثرية جداً من الناحية النفسية والعاطفية، والثراء الداخلي اجمل ما في الوجود. مثّلت في "كونت مونتي كريستو" مع جيرار دوبارديو، فكيف كان اللقاء بينكما بعد مضي حوالى عشرين سنة على عملكما معاً في فيلم "المرأة الاخيرة" من اخراج الراحل ماركو فيريري؟ - اننا نسينا الماضي وطوينا الصفحة لاننا كبرنا والحياة علّمتنا الكثير. اقصد ان علاقتنا هذه المرة كانت ممتازة الى ابعد حد وضحكنا معاً من تصرفاتنا السخيفة في الماضي. لا احب ان أتكلم ضد اي شخص خصوصاً اذا رحل عن الدنيا، ولكنني اعرف ان سبب خلافاتي المتعددة مع جيرار اثناء تصوير فيلم "المرأة الاخيرة" كان الموقف الذي اتخذه مني ماركو فيريري، وكان من المعروف عنه قلّة حبه للنساء وانتقامه من الممثلات بسبب مشاكله الشخصية، فهو كان قصيراً جداً وبديناً وربما انه لم يعثر بسهولة على من ترضى به فاختار السينما كوسيلة لتعذيب المرأة وارضاء كبرياءه. قد ابدو قاسية ولكنني في الحقيقة عانيت جداً من تصرفاته معي اثناء التصوير، فهو كان يرغمني على التدرّب مجردة من ثيابي قبل التصوير وهذا شيء لا يحدث بشكل عام، حتى اذا كانت اللقطة في حد ذاتها تتطلب الاغراء، فالتصوير شيء والتدريب السابق له مسألة ثانية. وكانت المشكلة تكمن في كوني لم استطع مقاومته، واقصد من الناحية العقلية والنفسية، لانني كنت شابة وقليلة الخبرة ولان دوبارديو وقف الى جانبه وضغط عليّ حتى انفّذ تعليمات فيريري بالحرف الواحد. وانتهز دوبارديو الفرصة طبعاً لمحاولة التمادي في المواقف الغرامية معي، لولا اعتراضي الشديد جداً وغضبي ضده وضد فيريري. انا كنت فعلاً فريسة وقعت بين مخالبهما. وعشت في هذا الفيلم اسوأ تجربة فنية عرفتها حتى الآن، واعتبرت الموقف درساً في الفن والحياة معاً. وقد وافقت بعد ذلك ببضع سنوات، على العمل مرتين جديدتين تحت ادارة فيريري، كنوع من التحدي لنفسي وكي اختبر مدى قدرتي على مواجهته بعدما كبرت ونضجت كإمرأة وفنانة. والذي حدث هو انني عرفت فعلاً كيف افرض شخصيتي عليه وأرغمه على ان يحترمني. هل تؤدين دائماً المواقف الجريئة بنفسك في افلامك ام تلجأين الى بديلة؟ - اعتبر بعض هذه المواقف بمثابة الوسيلة المثالية لمقاومة خجلي الطبيعي، فأصمم على القيام بأدائها امام الكاميرا بنفسي، وصدّق او لا تصدّق فأنا امرأة خجولة جداً والتمثيل بالنسبة اليّ علاج ضد هذا الشيء، خصوصاً في المشاهد الجريئة. فأنا امرض ثلاثة ايام قبل ادائي اي مشهد جريء ولا انام الليل ثم اضغط على نفسي للتردد على الاستديو في اليوم الموعود واداء مهمتي على احسن وجه. وماذا عن المشاهد الجريئة في فيلم "مجهول ستراسبورغ"، اي بعدما تعديت الاربعين؟ - انا اديتها فعلاً لانها كانت ضرورية في الحبكة، ولأن المخرجين لا يزالون على رغم كوني فوق الاربعين الآن، مثلما تشير اليه بنفسك، يطلبون مني الإغراء امام الكاميرا، وانا اريد ان اعمل، فما هو الحل؟ هل فكرت في احتراف عرض الازياء في يوم ما بفضل مظهرك الجذاب؟ - عملت فعلاً عارضة ازياء في بداية احترافي الفن في بلدي ايطاليا، لكن فوق الصور فقط، لانني قصيرة القامة وبالتالي لا اصلح للعرض فوق المسرح الذي يتطلّب عارضات طويلات وفارعات. لكنني سرعان ما اعتزلت مهنة "موديل" لمصلحة التمثيل لانني عثرت في الاداء على تحقيق لذاتي لم اجده ابداً في الموضة. انت دائماً في الصف الامامي اثناء تقديم الدور الباريسية تشكيلات ازيائها فما هي الماركات التي تفضلينها؟ - احضر عروض الموضة في باريس وميلانو على السواء بشكل دوري، ولن اتردد في الرد على سؤالك في شأن ماركتي المفضلة وهي فالنتينو، علماً ان فالنتينو المبتكر العبقري من أعز اصدقائي في الحياة اليومية وارتدي احلى موديلاته في كل المناسبات منذ عشرين سنة. انت تنتمين الى جيل من الممثلات الايطاليات لم يعثر على من يخلفه، فهل تعرفين سبب الفقر الذي يسود السينما الايطالية حالياً من حيث النجمات الفاتنات؟ - ظهرت في زمن كان يطالب بفنانات قادرات على اثارة خيال المتفرج بينما تحتاج الافلام المنتجة حالياً الى ممثلات يشبهن عامة الناس بمعنى ان جارتك قد تكون نجمة سينمائية، من دون ان يلتفت اليها احد. وهذه العقلية في رأيي قضت على السينما الايطالية تماماً وربما اكثر مما قضت عليها في بلدان اخرى، مثل فرنسا او الولاياتالمتحدة والدول التي هي اقوى من ايطاليا من ناحية القدرة على تحمّل تدهور الاقتصاد الفني فيها خلال فترة زمنية محددة