أسفرت مباريات الدور نصف النهائي لكأس الاندية ابطال الدوري وكأس الكؤوس وكأس الاتحاد الاوروبي عن مفاجأة يتيمة فجّرها ارسنال الانكليزي ضد سمبدوريا الايطالي خلافاً لكل التوقعات فحقق اختراقاً على الجبهة الايطالية في كأس الكؤوس وحرم بالتالي ايطاليا من خوض المعركة الفاصلة على جبهات الكؤوس الاوروبية الثلاث. اما سائر النتائج فقد جاءت وفقاً لترشيحات الخبراء والنقاد واذا كان ثمة من مفاجآت فقد اقتصرت على عدد الاهداف التي سُجلت. كأس الكؤوس الاوروبي كانت المواجهة في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الاوروبي ايطالية - المانية على جبهتين. ففي مباراة الذهاب تعادل بوروسيا دورتموند وجوفنتوس على ملعب الاخير 2/2. وما أضفى الاثارة والحماسة على مباراة الإياب رغم غياب مجموعة من نجوم دورتموند موللر، سامر، وريدل ونجمين من صفوف جوفنتوس فياللي وتوريشيللي هو ان كلا الفريقين يتصدر بطولة الدوري في بلاده هذا الموسم. وقد عجّل جوفنتوس في هزّ شباك دورتموند في الدقيقة السادسة من الشوط الاول عندما نفّذ باجيو ركلة ركنية تطاول لها بوريني وسدّد برأسه مسجلاً الهدف الاول، غير ان الردّ جاء صاعقاً عندما سجل خوليو سيزار هدف التعادل في الدقيقة التاسعة من ركلة حرة مباشرة. والموجع في الهدف ان خوليو سيزار انتقل من جوفنتوس الى دورتموند في بداية هذا الموسم علماً ان هدفي مباراة الذهاب سجلهما موللر ورويتر وكلاهما انتقل ايضاً من جوفنتوس الى دورتموند. وظل اللعب سجالاً بين الفريقين حتى الدقيقة الثلاثين عندما نفّذ باجيو ركلة حرة مباشرة سجّل منها هدفاً ولا أروع في أقصى الزاوية اليمنى العالية لمرمى كلوس حارس دورتموند. وحاول الهجوم الالماني ان يعدّل النتيجة لكن جميع محاولاته تحطمت على صخرة دفاع جوفنتوس الذي تأهل للمباراة النهائية بعد فوزه 2/1. والمواجهة الثانية في الدور نصف النهائي تمت بين بارما الايطالي وباير ليفركوزن الالماني وسبق لبارما ان هزم منافسه في مباراة الذهاب 1/صفر على ارضه. كانت مباراة الإياب نزهة بالنسبة الى بارما اذ هزّ شباك ليفركوزن ثلاث مرات فسجل الكولومبي فاوستينو اسبريلا هدفين في الدقيقة الرابعة والدقيقة الخامسة والخمسين وسجّل زولا الهدف الثالث في الدقيقة السابعة والستين. وهكذا تأهل بارما الذي احرز كأس الكؤوس في العام 1993 وخسر المباراة النهائية امام ارسنال في العام 1994، للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الاوروبي وهو سيخوضها ضد غريمه جوفنتوس في مواجهة ايطالية - ايطالية بين متصدر الدوري ووصيفه. كأس الابطال وفي كأس الاندية ابطال الدوري ستكون المواجهة هولندية - ايطالية ومن المتوقع ان تكون حامية الوطيس لأن للفريقين اللذين تأهلا وهما اياكس امستردام وآ. سي ميلان سجلاً حافلاً بالأمجاد، ولئن كان ميلان يسعى الى الاحتفاظ بلقبه فان اياكس متعطش الى احراز الكأس بعد غياب دام 22 عاماً. على الملعب الاولمبي في امستردام حقق اياكس فوزا تاريخياً على بايرن ميونيخ 5/2 بعد تعادلهما سلباً في مباراة الذهاب على ارض الملعب الاولمبي في ميونيخ. صحيح ان اشهر نجوم بايرن ميونيخ لم يشاركوا في المباراة بسبب الاصابة ماتيوس وبابان او بسبب الوقف كوستادينوف ولكن أداء لاعبي اياكس المميز لم يكن بحاجة الى شهادة جديدة فالنتائج الممتازة التي حققها في المرحلة الاولى من مشوار البطولة ومنها فوزه على ميلان ذهاباً واياباً بنتيجة 2/صفر تغني عن كل شهادة. وتجدر الاشارة الى ان بايرن ميونيخ لم يكن في بداية الشوط الاول فريسة سهلة مع ان شباكه اهتزت في الدقيقة الحادية عشرة بتسديدة من رأس ليتمانن. وكاد النيجيري كانو يسجل هدفاً ثانياً لأياكس عندما أطلق في الدقيقة الحادية والثلاثين قذيفة صاروخية صدّتها العارضة. وفي الدقيقة السادسة والثلاثين أثمرت جهود لاعبي بايرن فسجل ويتسيك هدفاً جعل حلم التأهل لخوض المباراة النهائية في متناول اليد. لكن الحلم الوردي لم يعمر اكثر من خمس دقائق اذ سجل فيندي في الدقيقة الحادية والاربعين هدفاً ثانياً لأياكس وقبل ان يستفيق بايرن من الكابوس سجل دي بوير هدفاً ثالثاً في الدقيقة الخامسة والاربعين. وفي الدقيقة الاولى من الشوط الثاني أطلق ليتمانن رصاصة الرحمة على الفريق البافاري الذي حاول جاهداً ان يوقف الانهيار فنجح شول في تسجيل هدف من ضربة جزاء لكن أياكس ختم المهرجان بهدف سجله اوفر مارس في الدقيقة الثامنة والثمانين. وهكذا أعاد أحفاد كرويف الى الاذهان أمجاد فريقهم في السبعينات. وفي المواجهة الثانية بين ميلان وباري سان جرمان نجح الايطاليون في ترويض الفرنسيين وفي تعطيل فاعلية الليبيري جورج ويا والفرنسي دافيد جينولا علماً ان الفريق الفرنسي حقق نتائج باهرة في المرحلة الاولى من البطولة ففاز في جميع المباريات التي خاضها وهز بايرن ميونيخ ذهاباً واياباً وأخرج برشلونة من الدور ربع النهائي وخسر مباراة الذهاب في الدور نصف النهائي على ارضه امام ميلان 1/صفر في الوقت الضائع. اما ميلان فقد بدأ مشوار البطولة بداية متعثرة وتأهل للدور ربع النهائي بشق النفس. لكنه ما لبث ان استعاد توازنه فتعادل مع بنفيكا سلباً في مباراة الذهاب وهزمه في مباراة الإياب 2/صفر. وكانت المواجهة الايطالية حافلة بالندية والإثارة وكان نجمها بلا منازع المونتينيغري سافيسيفيتش الذي اهدى ميلان هدفين وزّعهما بالتساوي على شوطي المباراة فسجل الهدف الاول في مرمى لاما في الدقيقة الحادية والعشرين وسجل الهدف الثاني في الدقيقة الثامنة والستين وتكفل مدافعو ميلان في فرض رقابة لصيقة على مهاجمي سان جرمان وحالوا دون وصولهم الى مرمى روسي وتهديده. ويتوقع ان تكون المباراة النهائية بين أياكس وميلان في فيينا قمة في الإثارة. كأس الكؤوس المواجهة بين سمبدوريا الايطالي وارسنال الانكليزي في مباراة الاياب من الدور نصف النهائي حبست انفاس المشاهدين سواء في وقتها الاصلي او في الوقت الاضافي او خلال تنفيذ ضربات الجزاء الترجيحية وكان دافيد سيمان نجم المباراة بامتياز اذ حرم ايطاليا من خوض المباراة النهائية في الكؤوس الاوروبية الثلاث عندما نجح في صدّ ثلاث ضربات جزاء. بدأ شريط الاثارة مبكراً فأودع مانشيني شباك ارسنال في الدقيقة الرابعة عشرة كرة ساقطة بعدما توهم المدافعون الانكليز انه في وضع تسلل. وعضّ الايطاليون بالنواجذ على هذا الهدف الثمين الذي يكفي لتأهلهم بعد خسارتهم في مباراة الذهاب 2/3 على ارض ارسنال، بينما استمات الانكليز لتسجيل هدف التعادل دون جدوى. وفي الشوط الثاني لم ينجح اي من الفريقين في ترجمة الطلعات التي قادها مهاجموه اهدافاً الى ان كانت الدقيقة الحادية والستون فسجل ايان رايت هدف التعادل لفريقه وبعد ذلك ظل العقم سيد الساحة حتى الدقائق العشر الاخيرة من المباراة عندما سجل بيلوتشي لاعب سمبدوريا الذي حلّ محل فيري في الدقيقة الثامنة والسبعين هدفاً في الدقيقة ال 82 واضاف هدفاً آخر في الدقيقة السادسة والثمانين. وبينما خيل الى لاعبي سمبدوريا ان الامر قد حُسم وان التأهل للمباراة النهائية بات مضموناً احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة لأرسنال نفّذها شوارنز وسجل منها هدفاً في الدقيقة التاسعة والثمانين فأعاد الحياة الى فريقه الذي كانت صفارة الحكم توشك على ان تعلن وفاته. وفي الوقت الاضافي فشل الفريقان في التسجيل فاحتكما الى ضربات الجزاء الترجيحية وبلغت الاثارة ذروتها اذ ظلت النتيجة عالقة حتى الركلة الاخيرة التي نفذها أتيليو لومباردو وصدّها سيمان بنجاح محققاً فوز ارسنال 3/2 وتأهله للمباراة النهائية. اما المواجهة الثانية في هذه الكأس فكانت بين تشيلسي الانكليزي وسرقسطة الاسباني الذي سبق له ان فاز في مباراة الذهاب على ارضه بفارق مريح 3/صفر. وفي مباراة الاياب حاول تشيلسي ان يردم هوة الاهداف التي تفصل بينه وبين منافسه فسجل له فورلنغ في الدقيقة الحادية والثلاثين لكن اراغون سجل هدف التعادل في الدقيقة الرابعة والخمسين، ومع ان مهمة تشيلسي اصبحت شبه مستحيلة اذ ينبغي له ان يسجل اربعة اهداف جديدة لكي يضمن التأهل، فقد بذل لاعبوه كل ما في وسعهم وسجل سان كلير هدفاً في الدقيقة الثالثة والستين وستاين في الدقيقة السادسة والثمانين وتأهل سرقسطة للمباراة النهائية من ثقب الإبرة.
