لم يكن يعلم محمد بن دخيل الله آل عائد، الذي توفي ووالدته وزوجته وابنه الصغير البالغ من العمر خمس سنوات إثر غرقه جراء السيول التي دهمت محافظته العقيق في الباحة أخيراً، أن إجابة سؤاله عند حديثه مع شقيقه"عبدالله"أثناء حضورهما عزاء أحد أقاربهما عن هوية الشخص المتوفى القادم في قريتهم، بأن القدر اختاره وأسرته من بين الحضور في ليلة ماطرة جلبت السيول والأحزان. ويقول عبدالله آل عائد في حديثه إلى"الحياة"إن"محمد"تساءل عند حضوره وإخوانه واجب عزاء أحد المعارف الأسبوع الماضي، بالقول:"على من سيكون الدور في الأسبوع المقبل". ويوضح آل عائد أنه ساعتها لم يتوقع أحد أن تكون الإجابة عن سؤال شقيقه هي"أنت"، إذ غادر الحياة برفقة شريكة حياته التي كانت تستعد لأداء العمرة في اليوم الثاني لوفاتها. وأضاف:"صدمنا بفاجعة استشهاد أخينا الأكبر محمد، إذ تلقينا الخبر من بعض أقاربنا الذين هرعوا إلى موقع الحادثة، حتى وقت العثور على ابنه الصغير كآخر فرد بين الأسرة يتم العثور عليه، بفضل جهود المواطنين". وعن آخر لقاء بينهم، أفاد بأن شقيقه أخبرهم أنه سيأخذ والدتهم وزوجته وابنها لمشاهدة السيول في العقيق والاستمتاع بالطقس الجميل، إلا أن القدر كان أسرع. وبيّن أن شقيقه كان يعمل في الأمن العام رئيساً لمركز شرطة"بتي ساب"برتبة رئيس رقباء، وقد كان يستعد للتقاعد، وكان متزوجاً من امرأتين، الأولى أنجب منها سبعة أولاد، أكبرهم يعمل في الأمن العام، والبقية صغار يدرسون في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، فيما أنجب من زوجته الثانية ابناً واحداً يدعى عامر، وأم عامر الزوجة الثانية هي التي غرقت معه في السيل، إضافة إلى ابنها الوحيد عامر الذي غرق، وأشار إلى أن محمد أخاه كانت عليه ديون لم يتم حصرها لحد الآن. محمد وأسرته، الذين فجعت الباحة بوفاتهم، أديت الصلاة عليهم بعد ظهر الأربعاء الماضي وسط حضور كثيف من جميع أنحاء المنطقة. ويضيف أن والدته كانت تحفظ ستة أجزاء من القرآن برغم عدم معرفتها للقراءة والكتابة، وأنها اتصلت بجميع أبنائها قبل ذهابهم بعد صلاة الظهر لتودعهم.