بصدق شيء مخجل لأننا بصراحة متخلفون في نظرتنا للعمل مع أنه قيمة إسلامية كبيرة وحثنا عليها ديننا الحنيف، وأحاديث الرسول"صلى الله عليه وسلم"، مثل ما رؤي كان رسول الله"يخصفُ نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته"، ولكن مثلما ذكر الأستاذ الكاتب بأن بعض العادات والتقاليد تحتقر المهن، خصوصاً المتعلقة بالصناعات، لذلك يبعدون أولادهم عن العمل بها، لذلك انتشرت البطالة وما قدرت الدولة توجيه الخطباء والكتاب والمفكرين للتركيز على هذا الموضوع، فنحن نعلم بأن كلمة المشايخ مسموعة. وهم يؤثرون بالناس ويدفعونهم للعمل اقتداء بالرسول الأكرم، الذي قال"ما أكل أحدٌ طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده"، وسئل رسول الله"عن أطيب الكسب؟"، فقال:"عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور"، وكما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما ألمح إليه الأستاذ في مقاله، فالكسب من عمل اليد ليس أماناً من الفقر فقط، إنما هو طريق مختصر إلى الغنى، فالعمالة الوافدة ما جاءت إلينا إلا بمغريات الثروة والمال، وكما ذكر الأستاذ. فهم يدفعون المبالغ الكبيرة على فقرهم للقدوم إلينا، وقد يعوضون هذه المبالغ في مدة قليلة جداً، وهذا فعلاً ما يحدث، ومع ذلك البلد لا تستفيد منهم في شيء، وقد تخسر ثروات وهي التي تخرج إلى كل البلدان عن طريق العمالة، قد لا يحرص هؤلاء العمال الذهاب إلى أي دولة خليجية، لأنهم يعلمون أنها ليست بحجم السعودية مساحة وسكاناً ولا الأعمال الوفيرة فيها، ولو حسبنا عدد العمالة الموجودة عندنا لوجدناها تفوق عدد مواطني السعودية، وهذا يأخذ بعداً آخر لا يتعلق بتقفيل سوق العمل وحصره على هؤلاء العمالة فقط، بل ما هو أخطر من ذلك بكثير يتمثل في الأمن، فقد أثقل كاهل الدولة ملاحقة وتتبع المهربين. ونحن نعلم كيف تصلنا المخدرات ومن يأتي بها، وليتنا نتتيع المثل القائل"ما حك جلدك مثل ظفرك"، وهذا كما قال الأستاذ يحقق لنا الاستقلال الكامل، وليتنا نفهم أن العمل من القربات إلى الله، وأنه مصدر كبير للدخل ويحقق للإنسان شعور كبير بالرضا عن النفس، لأن الإنجار والأكبر من عرق الجبين هو الذي يعزز الثقة بالنفس، فقط نريد دعم وتفعيل هذه القيمة، وتشترك في ذلك كل وسائل الإعلام، والمفكرين والوعاظ والخطباء، من خلال مشروع كامل يعد لذلك بطريقة مرحلية مدروسة. [email protected]