تختلف أساليب السهر في السعودية من منطقة لأخرى، إذ تلعب عوامل في صناعة بيئة السهارى، كعادات أهل المنطقة، ومدى توافر المرافق الترفيهية والبيئة الحاضنة للسهر. يأتي ذلك في الوقت الذي تمتد فيه جذور عادة السهر، لتصل إلى شرائح المجتمع المختلفة، شباباً وشيباً، نساء وأطفالاً، مواطنين ومقيمين. ومع عودة الدراسة عقب كل إجازة، تتخبط عقارب الساعة البيولوجية لدى الطلاب جراء تعود غالبيتهم على السهر، لكن فيما تعود عقارب الساعة إلى أماكنها عند معظمهم، يبقى بعضهم متخذاً من السهر"مفخرة"بين أنداده، ليتباهى بأنه"وصل"ليله بنهاره. وبينما يلقي طلاب رؤوسهم على"أدراجهم"مستسلمين للنوم خلال الحصص، اعتبر تربويون أن السهر يجعل من الطالب"جسداً بلا عقل"داخل الفصل الدراسي، يأتي ذلك في وقت حذر فيه تربويون من تفشي هذه الظاهرة بين الطلاب من الجنسين في المراحل الثلاث، خصوصاً المرحلة الثانوية، مطالبين أولياء الأمور بإلزام أبنائهم بالنوم باكراً. وتتنوع أشكال السهر من منطقة إلى أخرى، ففي الوقت الذي تكون للسهرة تفاصيل متشابهة في المناطق الرئيسية كالرياض وجدة والدمام، إذ تبدو فيها الاستراحات و"الشاليهات"ظرفاً مكانياً مشتركاً، تظهر مشاهدة القنوات والأفلام ولعب"البلوت"وأخواتها، و"البلاي ستيشن"ومواقع التواصل الاجتماعي كفقرات خلال السهرة، زادت أو نقصت واحدة، يختلف الأمر في منطقة جازان مثلاً التي يكون للبحر والشواطئ والصيد نصيب أكبر من حصة الليل والسهر. ولا يزال الشبان لاسيما القاطنين في مدينة جدة يحاولون الخروج من النمط التقليدي الذي يقومون به في أوقات سهرهم، مبتعدين عن صخب المدينة في اتجاه إلى منطقة"أبحر الشمالية"، إلا أن كلفة السهرة هناك ليست في متناول الجميع، لتبقى حكراً على فئة معينة.