أرجع صانع ألعاب فريق الشباب والمنتخب السعودي سابقاً الشهير ب"أبو الحطات"عبدالعزيز الرزقان، غياب المهاجم الهداف عن الساحة إلى اهتمام غالبية لاعبي الجيل الحالي بالجانب المادي أكثر من الاهتمام بتطوير موهبتهم وقدراتهم الفنية، مطالباً اللاعبين بالبعد عن"اللعب للنفس"، مؤكداً أن اللاعب يلعب ضمن مجموعة ويجب أن يكون الهدف واحداً، وأضاف ل"الحياة":"من الأسباب التي جعلتنا لا نرى مهاجمين بمستوى عالٍ جداً وقلت المميزين، أولاً مراحل الإعداد للفئات السنية ليست بجودة عالية، وعلى رغم وجود لاعبين يمتازون بإمكانات اللاعب الفذ، مثل السرعة والمهارة والتهديف، إلا أنهم يفتقدون أموراً أهم وأكثر كالتحرك من دون كرة، وأيضاً نلاحظ فرحة المهاجم عندما يقوم بتسجيل هدف بطريقة مبالغ فيها جداً، توضح أنه لاعب غير محترف وليس واثقاً من قدراته، وللأمانة لدينا مهاجمون جيدون يجب أن أذكر أسماءهم، وهم نايف هزازي وناصر الشمراني وياسر القحطاني، إلا أنهم يفتقدون الكثير من الأمور المهم وجودها في المهاجم الهداف، على رغم أنهم يملكون إمكانات جيدة، ولو تحدثنا عن اللاعب ياسر القحطاني ورأينا جسمه لنجده غير متكامل ليتناسق مع لاعب مهاجم يعتبر من أفضل المهاجمين وهذا سببه سوء التدريبات والإعداد في الفئات السنية، والذي يجب أن يتوافر فيه مدربون على مستوى عالٍ وهو خلاف الوقت الحالي". وزاد:"الفرق بين السابق والآن أنه كان هناك مدربون على مستوى عالٍ مثل ديدي وبرشتش وزاغالو ولاعبون ناضجون وأيضاً كنا متأثرين باللاعبين الكبار في العالم أمثال مارادونا وبيليه، إضافة إلى وجود مدربين كبار في السن على مستوى الفئات السنية، ويعون التدريب بشكل جيد، واصبح المدربون يوصلون معلومة واحدة للاعب ويتجاهلون 10 لاعبين، وربما كثرة المبالغ التي يتقاضاها اللاعبون الآن سبب رئيس في عدم وجود لاعبين مميزين، وبأمانة أود الإشادة بالنجم الذي يستحق هذا اللقب اللاعب محمد الشلهوب، الذي عاصر أجيالاً عدة ولا يزال يقدم مستويات رائعة، وهذا يعود إلى الإعداد الممتاز في الفئات السنية بقيادة مدربين كبار ونضوج اللاعب من النواحي كافة، وتخيل لو أن المهاجم ناصر الشمراني مؤهل جيداً وهو في الفئات السنية لما رأيت فرحته مبالغاً فيها كما يحدث الآن، ويوجد فيها نوع من التعالي على رغم أن هذه هي مهمته في الملعب، تسجيل الأهداف". وعن الحلول قال عبدالعزيز الرزقان:"من الحلول جلب مدربين مختصين للفئات السنية على مستوى عالٍ حتى وان تقاضوا مبالغ أكثر من مدرب الفريق الأول، إضافة إلى إنشاء أكاديميات متكاملة تلبي حاجات الاحتراف، كما يجب على اللاعبين الحرص على الجدية والعمل على تطوير أنفسهم، وان يتأكد اللاعب المهاجم أنه ليس بالضرورة التسجيل بل التحرك من دون كرة كأمر مهم، ومساعدة بقية زملائه في الملعب للوصول لنتيجة تهم الفريق ككل، وللتوضيح أكثر يجب البعد عن الأنا واللعب للنفس، وكشبابي وبالنسبة لفريقي الشباب، الحمد لله يوجد فيه مهاجمون يبشرون بمستقبل واعد، كالهداف ناصر الشمراني ومختار فلاتة وفيصل السلطان وفهد المنيف وصقر عطيف، وأتمنى لهم التوفيق ليخدموا المنتخب السعودي قبل كل شيء". من جانبه، أكد لاعب وسط الهلال والمنتخب السعودي، سابقاً فيصل ابواثنين ان غياب المهاجمين الهدافين السعوديين هو أمر طبيعي للغاية في ظل ما يحدث في الساحة من"منغصات"أثرت في تواجد المهاجم واللاعب الجيد، وعلى رأسهم الإهمال الذي يحدث في القطاعات السنية، وأضاف:"الاندية تتحمل ما يحدث من غياب المهاجمين وغيره من اللاعبين في مراكز عدة، لأنها لا تحرص على جلب مدربين مميزين ومهرة للقطاعات السنية، والذين يملكون الدور الاكبر في اخراج المواهب والنجوم، وهو الامر الذي افتقدناه في هذا الزمن بسبب سوء تصرف الأندية". وزاد ابواثنين:"كما ان القرارات التي تصدر من الاتحاد السعودي لكرة القدم أسهمت في القضاء على الكثير من اللاعبين وبالتالي فقدنا العديد من النجوم، فهناك قرارات صدرت من اتحاد الكرة كان لها دور في القضاء على المواهب ومنها المهاجمون، ومن اهم تلك القرارات دوري الفريق الاولمبي والذي لم أجد له أي فائدة مرجوة للاعبين والفرق، واللاعب عندما يصعد للفريق الأول من درجة الشباب فهذا اكبر تحفيز له، ولكن عندما يصعد من درجة الشباب ثم يتم وضعه في الفريق الاولمبي وفي فترات قصيرة يشارك في الفريق الاول فهذا تحطيم للاعب، وبالتالي اختفاء موهبة المهاجم في الملاعب السعودية بشكل سريع، ومن الاسباب ايضاً التي يتحملها اتحاد الكرة هو التعامل مع لاعبي منتخب الشباب، ولو عدنا لمنتخب الشباب الذي شارك في كأس العالم الماضية للشباب لم نجد من يشارك منهم في فريقه الاول إلا لاعب واحد فقط في نادي القادسية، وهذا دليل على فشل الفريق الاولمبي وان ما يحدث يسهم في القضاء على المواهب، وايضاً هناك سبب آخر وهو عدم الاهتمام بكرة القدم من المجتمع، ففي السابق كانت الاحياء مليئة باللاعبين والآن اضحت شبه معدومة ما اسهم في عدم ضخ الاندية باللاعبين، إضافة الى أن طريقة واسلوب اللعب في هذا الزمن اختلف عن السابق، فالجميع اصبح يسجل ولم يعد وجود للاعب الوسط الماهر سبباً في تسجيل المهاجم للأهداف، فهذه هي كرة القدم الحديثة".
