ما إن يرخي الليل سدوله على مركز مران شمال الطائف، حتى يضع الأهالي أياديهم على قلوبهم خشية الأفاعي التي تزحف إليهم من جحورها هذه الأيام بكثافة، وعلى رغم مقاومتهم لها، بقتل ما لايقل عن ثلاث ثعابين على الأقل منها في كل ليلة، إلا أن أعدادها في ازدياد، في ظاهرة حيرت الناس، لا سيما وأنه لا تظهر عادة في هذه الفترة من العام لارتباطها بالبيات الشتوى الذي يجبرها على المكوث في جحورها طيلة موسم الشتاء، وهو ما اعتبره البعض"كسراً لقوانين الطبيعة". أهالي مران طالبوا من الجهات المختصة إنهاء الخوف الذي استشرى في المنطقة بإنتشار تلك الزواحف، خصوصاً وأن قريتهم لا يتوافر فيها مركز صحي يلجأون إليه في حال تعرض أحدهم للدغات الأفاعي، متمنين من البلدية القضاء على تلك الكائنات التي قضّت مضاجعهم، مفضّلين الوقاية عن العلاج. وقال علوش العتيبي:"يعيش أهالي المران هذه الأيام في قلق بفعل انتشار الزواحف السامة في أروقة المركز، ومهاجمتها لكل من يعترضها، وأجبرنا على فرض حظر تجوال على أبنائنا بمجرد مغيب الشمس، خشية تعرضهم للأذى من تلك الأفاعي السامة، لا سيما وأن قريتنا لا يتوافر فيها مركز صحي نلجأ إليه في حال وقوع أي مكروه"، مشيراً إلى أنهم اضطروا إلى مكافحة تلك الكائنات بجهود ذاتية، إذ يقضون يومياً على ثلاثة منها على الأقل. وذكر أنه يصعب التنبؤ بالمكان والزمان اللذين تتحرك فيهما نحوهم، موضحاً أن نشاطها يزداد وبكثافة في ظل غياب الشمس وانتشار الظلام في المركز. فيما يرى فالح العتيبي أن الأفاعي تتخذ من المرتفعات والأودية والحشائش المتاخمة للقرية منطلقاً لها، معرباً عن خوفه الشديد من مخاطرها التي تحدق بهم، لا سيما الأطفال الذين لا يدركون أضرارها. وطالب الجهات المختصة والبلدية بالتحرك والعمل على القضاء على تلك الزواحف وإبادتها، قبل أن يستفحل خطرها، مستغرباً ظهورها في هذا التوقيت من العام، خصوصاً أنه يتزامن مع البيات الشتوى الذي يجبرها على المكوث في جحورها طيلة أيام الفصل. وأفاد أن ظهور تلك الكائنات وبتلك الكثافة هذه الأيام يثير الاستغراب، متمنياً من الجهات المختصة إنشاء مركز صحي في القرية يستقبل حالات الطوارئ التي تحدث بفعل لدغات الأفاعي. وأكد عطا الله العتيبي أن الأهالي في مركز مران يضعون أيديهم على قلوبهم بمجرد أن تغيب الشمس، ولا يهدأ لهم بال إلا بشروقها، خشية لدغات الأفاعي التي تنشط في مركزهم أثناء الظلام.