اطلعت على المقال المنشور في"الحياة"بعنوان:"مروءة سعد الحارثي"الذي حوى قصة أسعدتني وأثارت المعاني النبيلة السامية في نفوس كل من قرأها، خصوصاً أنه تزامن مع خبر إنقاذ فتاة حائل منذ أسابيع، وقبل ذلك إنقاذ أحد شباب الوطن لأسرة من الاختطاف من أمام فرع جمعية الربوة... كما لا ننسى شجاعة خالد الشلاقي في رفحاء الذي أنقذ فتاة سقطت في إحدى الآبار العميقة. كل تلك الأخبار السارة وغيرها كثير تؤكد أن مجتمعنا لا يزال بخير ولله الحمد، ولا تزال قيم الآباء والأجداد في الشهامة والنخوة والمروءة تتوارثها الأجيال، مؤكدة على رسوخ المبادئ السامية في مملكة الإنسانية، ولا شك أن وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة مطالبة بتعزيز هذه القيم والحث عليها وزرعها في نفوس الناشئة، كونها تحمل أجمل المعاني الإنسانية ومكارم الأخلاق التي تعزز التعاون بين أبناء المجتمع، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً. إن هذه الأعمال الإنسانية هي دروس عملية في العمل الخيري الايجابي وتعمل على إذكاء روح التعاون والنخوة والمساعدة في نفوس كثير من أبناء وبنات الوطن... ولا ننسى مسؤولية وزارة التربية والتعليم في إبراز هذه القصص الوطنية الجميلة لدى الطلبة والطالبات، كما أن رجال الأعمال عليهم واجب التحفيز وتشجيع مثل هؤلاء الشباب، وذلك من خلال استقطابهم وإتاحة الفرص لهم بالعمل الشريف ليعيشوا حياتهم بكرامة، وذلك واجب وطني وأخلاقي ومسؤولية تجاه المجتمع تقع على عاتق رجال الأعمال النبلاء. فقد علمت أن سعد الحارثي مثلاً عاطل عن العمل، على رغم أنه خريج كلية التقنية تخصص ميكانيكا بتقدير جيد جداً، ويعيش مع إخوانه البالغ عددهم أكثر من 20 أخاً وأختاً في منزل مستأجر، وقد تقدم للكثير من المؤسسات والشركات في القطاع الخاص منذ سنوات عدة، ولا يزال ينتظر فرصة عمل مناسبة لتخصصه، وهو حالياً يستغل ساعات الراحة لأخيه صاحب التاكسي كفرصة سانحة له بالعمل لساعات قليلة على هذا التاكسي الذي هو مصدر رزقهم جميعاً حتى يحصل على مصروفه اليومي، ومع كل تلك المعاناة المعيشية اليومية، فإن سعد الحارثي يتمتع بحس إنساني وبروح وطنية ويعيش الأمل والتفاؤل بغدٍ مشرق جميل، معللاً النفس بالآمال العريضة نحو حياة أفضل في العمل والاستقرار مستقبلاً. تحية تقدير لإنسانية سعد"سائق التاكسي". تحية تقدير لنخوة منقذ أسرة الربوة. تحية تقدير لشجاعة منقذي فتاة حائل. تحية تقدير لمروءة منقذ فتاة رفحاء. تحية تقدير لكل شباب الوطن الذين يضربون أروع الأمثلة في النبل والشهامة والوفاء. تحية تقدير لكل الشرفاء الذين يتميزون بمكارم الأخلاق والحس الوطني والإنساني في بلادنا الغالية. من يفعل الخير لا يعدم جوازيه/ لا يذهب العرف بين الله والناس نواف بن ممدوح الخزعلي - الرياض