أكدت دراسة علمية حديثة أجريت محلياً، أن كتلة الجسم ومقياس الخصر والكولسترول، تعدّ عوامل خطرة مستقلة بالنسبة إلى مرض الشريان التاجي، الذي يصيب عضلة القلب وهو المسؤول عن 25 في المئة من حالات الوفاة بالعالم، في حين اتضح أن عوامل التقدم بالعمر ومقياس السكر وضغط الدم والدهون الثلاثية، لا تشكل خطورة على عينة الدّراسة من المجتمع السعودي. وأجريت الدّراسة على عينة من 327 شخصاً 186 ذكراً و140 أنثى تتراوح أعمارهم بين 20 و82 سنة، من بينهم 170 شخصاً يعانون من مرض الشريان التاجي، فيما البقية أشخاص أصحاء، وتبيّن للباحث أنه لا علاقة بين الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم أكسيد النتريك في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية ومرض الشريان التاجي لدى هذه العينة من المجتمع السعودي. وكانت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأجراها الباحث محمد بن سليمان السلمي من جامعة الملك سعود، تناولت مرض الشريان التاجي الذي يصيب القلب، وعلاقته بالجين المسؤول عن إنتاج إنزيم أكسيد النتريك، إذ ينتج هذا المرض من عوامل جينية أو بيئية عدة، ويعتبر خطيراً وشائعاً في معظم المجتمعات، وذلك لارتباطه مع عوامل خطرة مختلفة تشمل: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستوى الدهون في الدم، مرض السكري، السمنة، التدخين. واتضح للباحث أنه ليس بالضرورة أن يكون مرض الشريان التاجي مرتبطاً مع أحد هذه العوامل، الأمر الذي يوحي بأن هناك عوامل جينية قد تسهم في تهيئة الشخص للإصابة بتصلب الشرايين كمركب أكسيد النتريك، الذي يعتبر أحد أهم المركبات المسؤولة عن التنظيم الوعائي الدموي، إذ يعمل على توسعة الأوعية الدموية، وتثبيط تكاثر خلايا العضلات الملساء، وكذلك منع التصاق الصفائح الدموية والخلايا وحيدة النواة ببطانة الوعاء الدموي. وقد يتسبب انخفاض بناء أكسيد النتريك في تطور مرض الشريان التاجي، الذي يتم إنتاجه بواسطة إنزيم أكسيد النتريك البطاني إنزيم أساسي.