عاش الإعلامي التركي مراد كيسكين في تحد كبير مع نفسه أثناء وجوده في المشاعر المقدسة. كانت أمامه مهمتان كلتاهما شاقة. أداء فريضة الحج والتغطية الإعلامية. مراد يعمل في قناة"مهتاب"التركية، وهي قناة ثقافية إسلامية. تواجد في المشاعر من دون فريق عمل. لكنه اتفق مع وكالة"جيهان"التركية للأنباء الخاصة، لتزويده بالصور التلفزيونية، ليتولى هو عمل التقارير وتركيب صوته عليها. يقول كيسكين:"الحج مشقة والعمل الإعلامي مهنة المتاعب فاجتمعتا في آن واحد، لكني بذلت جهدي لنقل المناسبة، وركزت على الحجاج الأتراك". الحج والإعلام، مشقة مركبة تتطلب جهداً مضاعفاً. التنقل في الأولى من أجل الثانية صعب، والأفكار كثيرة بهدف التميز. وهذا المدير الإقليمي لقناة العربية الفضائية في السعودية، حشد جيشاً مكوناً من 38 مراسلاً وفنياً لتغطية مناسبة الحج معظم فترات اليوم. يقول:"إن بعثة القناة لتغطية الحج ضمت تسعة مراسلين ورئيس إنتاج و28 موظفاً آخرين، ننقل من خلالها مستجدات الحج من تقارير وأخبار إلى المشاهدين"، مضيفاً:"إن تغطية مناسبة الحج زمنها قصير جداً ومساحتها محدودة، فلا بد من تقديمها بشكل مميز". وزاد:"غطت العربية الحج بمعدل 17 ساعة في اليوم، منها ما يبث في نشرة الأخبار، وهناك أربعة مواقع يكون البث فيها مباشراً، باستخدام جهازين". وعن التنافس بين الإعلام المقروء والمرئي، قال:"إن لكل واحد اتجاهه، والكل منهما يبحث عن تقديم معلومة مميزة". وفي مخيمات حجاج جنوب آسيا تستقر بعثات الصحف بالوقوف على مقارها، تضع كل صحيفة أعداداً كبيرة من إصدارها اليومي أمام خيمتها. تتناثر أمتعة الصحافيين في مخيماتهم بشكل عشوائي لدرجة صعوبة إيجاد مكان للجلوس معهم. ليس إهمالاً، لكنه انشغال بالعمل المتواصل في مناسبة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل عام. "الإعلام في الحج اختلف عنه في السابق، وأصبح أشد قوة عما كان عليه"يقولها رئيس بعثة جريدة عكاظ فالح الذبياني. ويتابع:"الحج شعيرة تستحق الاهتمام الإعلامي. فالمجالات عدة في تلك المناسبة بحسب نوعية الصحافة، وأكثر المواضيع التي تميزت خلال الحج، القصة والفيتشر والتحقيق، وكذلك الصور الإنسانية". وأضاف أن بعثة صحيفته اعتمدت على الصحافيين الأكفاء في أقسامها، لتقديم مواضيع الحج والحجاج بشكل مميز. وفي مقر وزارة الثقافة والإعلام يتمركز عدد كبير من الاعلاميين العرب والعالميين، يمثلون 24 قناة فضائية، منها 16 قناة تواجدت في المشاعر منذ أسبوعين، وثلاث أخرى نقلت الخطبة في يوم عرفات، إضافةإلى خمس نفذت تقارير ولقطات متفرقة عن الحج. ويقول وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون التلفزيون المهندس صالح المغيليث:"تم تجهيز أستديوهات عرفات ومنى ومزدلفة، و10 عربات متنقلة وزعت في أماكن عدة من المشاعر". ولأول مرة بحسب المغيليث تم إطلاق فضائية سعودية خامسة للبث المباشر بتسع لغات، لتستفيد منها القنوات غير العربية. وحول تعاطي الإعلام الأجنبي مع مناسبة الحج، يقول"الإعلامي الأجنبي دائمًا ما يبحث عن حقيقة الحج وماهيته وتعامل المسلمين مع بعضهم، لينقله إلى المشاهد المسلم وغير المسلم".