حذّر المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني، من"مدعي رقية شرعية ومشعوذين وسحرة، يستغلون حاجة المرضى النفسيين، بادعائهم وجود العلاج الناجع لديهم، لكنهم يفسدون حياة هؤلاء المرضى، ويفاقمون من حالتهم النفسية"، كاشفاً أن"العديد من المرضى دفعوا حياتهم ثمناً للجوئهم إلى هؤلاء المدعين، الذين يقومون بالأدوار العلاجية والدوائية من دون علم وتخصص"، منبهاً إلى أن"غالبية المجتمع السعودي يفضل اللجوء لمدعي الرقية الشرعية والمشعوذين والسحرة"، مطالباً ب"الابتعاد عن الممارسات الخاطئة والخرافات وأعمال السحر والشعوذة". وأوضح الزهراني في تصريحات ل"الحياة"، أن"الاهتمام بالصحة النفسية ينطلق من مبدأ خصوصية مَن يصابون بهذا المرض، فهم يحتاجون إلى رعاية خاصة"، داعياً إلى"تكاتف المجتمع بأسره مع مستشفيات ومجمعات الأمل للصحة النفسية، لأنها وحدها لا يمكن أن تحقق نجاحاً في العلاج من دون ذلك التكاتف، وإزالة الوصمة التي تلحق بالمرضى بسبب معاناتهم النفسية"، مطالباً بأن"تتغير الصورة الذهنية في الثقافة الشعبية للمجمعات النفسية، وألا ينظر إلى المرض النفسي على أنه مُعيب"، مبيناً أن"العديدين يفضلون الذهاب إلى شيخ أو طبيب شعبي، ولكن ليس لديهم استعداد للذهاب إلى المجمع الطبي، لاعتقادهم بأنه مُعيب". وأضاف أن مجمع الأمل للصحة النفسية"لديه مرشدون دينيون يقدمون الجوانب الروحية للمرضى النفسيين، ويقدمون الرقية الشرعية على أصولها، وفي الوقت ذاته، يتم صرف العلاج المناسب للمريض، ومقابلة الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، وبذلك يصبح المجمع هو المكان الصحيح للمعالجة، وليس الأماكن المجهولة وغير المرخصة"، داعياً الأسر التي لديها مريض نفسي إلى"مراجعة المجمع النفسي، وعدم الخشية منه، فلا يوجد أحد من الناس في منأى عن التعرض للأمراض النفسية، سواءً البسيطة أو الشديدة، مثلها مثل ما يحدث مع بقية الأمراض العضوية الأخرى". وأبان أن"بعض المرضى يذهبون إلى المشعوذين ومدعي الرقية الشرعية، ويدفعون لهم الكثير من الأموال، بل إنهم يلجأون إلى محتالين يدعون تقديم العلاج من طريق التلفون، وحين يفشل هذا المريض في الحصول على علاج يأتي في نهاية المطاف إلى المجمع النفسي، فاقداً الكثير من الأمل، فيما لو جاء منذ البداية، لكان أمر علاجه أسهل وأهون بكثير". وفي الإطار ذاته، انتقد المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية،"غياب التخصصات النفسية والاجتماعية لدى المرشدين الطلابيين في المدارس"، موضحاً أنه"في دورة تدريبية أقيمت لبعض المرشدين الطلابيين، اكتشفنا أن غالبيتهم يعملون في اختصاصات بعيدة عن علم النفس والاجتماع، إنما في التاريخ والجغرافيا والأحياء والكيمياء، وهذا أمر يضعف الجانبين النفسي والاجتماعي لدى الطلاب"، معتبراً أن مثل هؤلاء المرشدين"عاملاً مانعاً لنمو القدرات النفسية والاجتماعية للطلاب". وأوضح الزهراني، الذي يتولى أيضاً، إدارة الصحة النفسية والاجتماعية في المنطقة الشرقية، أن"العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية أو العكس، هي علاقة سببية، لا يمكن فصل أي منهما، لذا أصبح المختصون في هذا الجانب مقتنعين تماماً بأن العناية في الصحة النفسية للمرضى عامل مهم، إذ تعتبر الصحة النفسية من أهم ركائز الحياة السليمة"، مضيفاً"من هذا المنطلق أولى العاملون في مجال التربية أهمية كبيرة للعناية في الصحة النفسية للطلاب، وخصصوا لذلك إدارة خاصة تعرف ب"الإرشاد والتوجيه النفسي"، ما جعل دراسة علم النفس عموماً، وبخاصة الصحة النفسية، أمراً مفيداً لكل شخص".