وللحب رياح شمالية

بعد أنْ أيقظتَ هذا اللَّحنَ
والأشعارَ والأمطارَ فينا
هكذا ترحلُ عنَّا
أيُّ عارٍ في قتالِ الشمسِ
يوماً قد حملنا
أيُّ جرمٍ في دم ِ الوردِ ارتكبنا
أيُّ ماءٍ في فمِ الأحلى قتلنا
أيُّ نورٍ بيدينا قد ذبحنا
أيُّ فجرٍ بليالينا قصفنا
أيُّ آمالٍ دفنَّا
يا صديقَ التِّينِ والزيتونِ والزعترِ
هلْ تدري بشيءٍ
أنتَ منَّا و إلينا
أنتَ في ألفاظِنا أجملُ معنى
أنتَ في مسكنِنا الأخضرِ
يا نورَ الهوى
أجملُ سُكنى
إنَّنا في حبِّكَ الورديِّ عشنا
ألفَ نهرٍ و اتَّحدنا
بعدَ أنْ هِمنا بعينيكَ
أترضى يا حبيبَ القلبِ
أنْ ترحلَ عنَّا؟
وحرامٌ في حرامٍ
إنْ أرادتْ أخذكَ الأضواءُ منَّا
كلُّ ما فيكِ غرامٌ
كمْ بهِ في لهبِ الصِّيفِ ابتردنا
كمْ بهِ في قمَّةِ البردِ اقتدحنا
إنّكَ الدفءُ الذي مِنْهُ التحفنا
إنَّكَ الماءُ الذي مِنْهُ شربنا
كمْ عزفناكَ اشتياقاً أبديَّاً
وعلى أشواقِنا الحمراءِ ذبنا
كم نثرناكَ بذوراً
وقرأناكَ على عينِ الهوى
غصناً فغصنا
لم تكنْ إلا نشيداً حالماً
فيهِ بنينا
وعليهِ لغة الأوهامِ
حتماً قد هدمنا
يا شقيقَ الثلجِ والنِِّيرانِ
والأشواقِ والأحضانِ
أينما تحتضنُ الأمواجَ خذنا
أنا لنْ أرحلَ عنكمْ
أنتمُ الحبُّ الذي
يعزفُ قلبي دائماً
أجملَ لحنا
أنتمُ كلُّ أساطيري التي
في كلِّ صبحٍ ومساءٍ
في صداها
أتغنَّى
كيفَ للنسيانِ أنْ ينساكمُ
لحناً رقيقاً
وهواكمْ في دمي
يزدادُ حسنا
كيفَ للأيَّامِ أن تشطبَكمْ
نوراً جميلاً
وأنا أشتقُّ مِنْ حبِّكمُ
معنىً ومبنى
نورُكمْ يمنحُ
للأنوارِ لوناً
وأنا أخترع الأشعارَ
مِنْ إقبالِكمْ نحويَ
فنَّا
عشقُكمْ بينَ يدي أحملُهُ
أزرعُهُ
في الشِّعرِ شلالاً
وأنهاراً وعينا
في يديكمْ قلبُ عشقي
فاحفظوهُ
واصنعوا حولَ حدودِ النَّبضِ
حصناً
في سواكمْ
أنا لا أملكُ كوناً
وهواكمْ دائماً
يصنعُ لي كوناً فكونا