أكدت دراسة علمية أن 90 في المئة من المصابين بالسمنة المفرطة لديهم شهية مفرطة لتناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات، إلى جانب وجود عوامل وراثية تجعل الشخص يميل للامتلاء من دون إرادته، واضطراب الغدد الدرقية والنخامية وغيرها، واتباع عوامل سلوكية غذائية ضارة، مثل: تناول المواد الكربوهيدراتية، من تمر، وبسكويت، وخبز أبيض، وخبز التوست، والرز، والمياه الغازية، وتناول الوجبات السريعة بأشكالها وأنواعها كافة. ولفتت الدراسة التي أجراها الدكتور علي محمد ديب عيد المسوؤل عن برنامج علاج السمنة إلى أن السمنة لم تعد مجرد حال تهدد رشاقة من يصاب بها وتحرمه من لياقته البدنية، بل تخطى أمرها هذا الحد إلى ما هو أبعد، من خلال فتح نافذة على ميدان واسع من الأمراض تتفرع من البدانة، وتتشعب أضرارها دفعة واحدة، لتقضي باكراً على من يصاب بها. وشددت الدراسة على أن السمنة أصبحت من الظواهر التي بدأت تتحول إلى أزمة، نتيجة الزيادة الملحوظة في نسبة البدانة بين الرجال والنساء في المجتمع السعودي. وأوضح الدكتور عيد أن السمنة عبارة عن ارتفاع الشحوم عن المستوى الطبيعي بنسبة تتراوح بين عشرة إلى 15 في المئة، نتيجة تناول غذاء يحوي سعرات حرارية عالية، تفوق قدرة الجسم على حرق هذه السعرات الزائدة عن حاجته لتوليد الطاقة اللازمة لأداء الجسم أنشطته، ومن ثم يتم تخزين هذه الطاقة الزائدة على هيئة دهون في الجسم على مراحل. وحذر من التغاضي عن هذه العملية الخطرة التي تقود تلقائياً إلى العديد من الأمراض، ومنها: أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم والسكر، وأمراض السرطان. وأوضح الدكتور عيد في دراسته أن السمنة تطاول عادة الجذع والأطراف بصورة متوازنة، ويلاحظ أن البدانة في الإناث تتركز ملامحها في تجمع الشحوم في البطن والخاصرة والفخذين، أما في الذكور فتتراكم في القسم العلوي من الجذع والكتف والبطن، وتشكو النساء من قلة دم الحيض أو توقفه، فيما يصاب الرجال بضعف في الرغبة الجنسية. ودعت الدراسة إلى اتباع وسائل عدة للوقاية من السمنة المفرطة، ومنها عدم تناول السكريات، وخاصة السكر الصناعي، وتقليل الدهون، واتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل حجم الوجبة الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية خصوصاً المشي، الذي يعتبر بمثابة حجر زاوية في أي برنامج علاجي. ونبهت إلى ضرورة الاقتصاد في مظاهر الرفاهية التي تعد السبب الرئيس في انتشار البدانة في المجتمع السعودي، إلى جانب تكثيف حملات مكافحة السمنة التي تنفذها وزارة الصحة، التي أسهمت إلى حد كبير في توعية وتثقيف المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته بخطورة السمنة المفرطة على الفرد، وتعرضه للكثير من المشكلات الصحية.