يكاد يكون الزخم الكبير في استقبال رواية"بنات الرياض"للكاتبة السعودية الشابة رجاء الصانع، على المستويين النخبوي والجماهيري، هو أبرز ما يميز مشاركة المملكة في الدورة الثامنة والثلاثين من معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي انطلق في العاصمة المصرية الثلثاء الماضي. الرواية المثيرة للجدل حققت مبيعات لافتة تفوق مبيعات مواطنيها من الروائيين والشعراء على السواء، خلال دورات المعرض الماضية كلها. ويلفت مسؤول جناح دار"الساقي"اللبنانية ناشر الرواية عصام أبو حمدان، إلى أن"بنات الرياض وزعت نحو ألف نسخة خلال يومين فقط من بدء المعرض". ويعتبر هذا الرقم كبيراً للغاية مقارنة بمتوسط أرقام توزيع الأعمال الروائية في المعرض، خصوصاً أن بعض الكتاب لا يتجاوز توزيع رواياته بضع عشرات من النسخ طوال إقامة المعرض. وأكد أبو حمدان ل"الحياة"أن 400 نسخة من أصل500 أحضرتها للعرض في جناح الساقي نفدت... سأجلب مزيداً من النسخ لمجاراة الطلب المتزايد على الرواية". ولم تستقطب رواية الصانع المهتمين بالأدب فحسب، بل سعى كثيرون، قد لا يكون أحدهم قرأ أدباً طوال حياته، إلى البحث عن الرواية التي احتفت بها الفضائيات العربية وأجرت حوارات مطولة مع مؤلفتها، ولعل هذا ما يفسر تردد وجوه شابة بكثرة على جناح دار"الساقي"في المعرض للسؤال عن الرواية... وأحياناً الروائية. "عندما شاهدت رجاء الصانع في فضائية المستقبل اللبنانية، أعجبت بطريقتها في الحديث. وأثار موضوع روايتها فضولي، فجئت إلى المعرض لأسأل عنها وأنا أتوقع أن تكون ممنوعة"، تقول المصرية العشرينية سلوى العناني ل"الحياة"، فيما تقلب صفحات الرواية أمام جناح"مكتبة مدبولي"التي توزع"بنات الرياض"مع"الساقي"ودار مصرية ثالثة. وتضيف:"لا نعرف كثيراً عن عالم النساء في السعودية. أتمنى أن تلقي هذه الرواية الضوء على طريقة حياتهن. أنا واثقة بأنهن يشبهننا كثيراً". وعلى رغم ارتفاع مبيعات رواية الصانع، إلا أن روائيين سعوديين آخرين حافظوا على مستوى جيد من المبيعات مثل تركي الحمد وعبده خال الذي تحقق روايته الأخيرة"فسوق"مبيعات مرتفعة، بحسب حمدان. وبعيداً من الأعمال الروائية، تبرز مشاركة سعودية لافتة أخرى في معرض القاهرة، تتمثل في مكتبة"العبيكان"التي تحقق مبيعات جيدة لعناوين إدارة الأعمال والترجمات السياسية وكتب التقنيات الحديثة التي تتخصص في ترجمتها وتسويقها. وتشارك"العبيكان"بثلاث صالات بيع وعرض، إحداها داخل جناح المشاركة السعودية الرسمية الذي تتولى تنظيمه الملحقية الثقافية التابعة لسفارة المملكة في القاهرة. وتركز مشاركات غالبية الجهات السعودية التي يجمعها الجناح الرسمي على الكتب التراثية، لا سيما الدينية منها. وأقيم الجناح السعودي على مساحة ألفي متر مربع ويعرض أكثر من خمسة آلاف عنوان. وتشارك في المعرض 40 جهة سعودية، بينها وزارات الثقافة والإعلام والتعليم العالي والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، إضافة إلى"مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة"و"دارة الملك عبد العزيز"و"مكتبة الملك فهد الوطنية"وجامعات ونواد أدبية وناشرون أهليين. أما"الخيمة الثقافية"التي نصبتها المشاركة السعودية الرسمية في قلب جناحها، فيحفل برنامجها بعشرات الندوات والمعارض التشكيلية ذات الطابعين الإسلامي والتراثي. وتشارك"جامعة أم القرى"بعدد من المعارض التشكيلية التي استقطبت جمهوراً كبيراً، تقيمها لمناسبة اختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية. واختارت مواضيع مثل"فن العمارة المكية"، و"عمارة الحرمين الشريفين". وتناقش الندوات"حصاد الندوة العلمية الكبرى التي أقيمت لمناسبة اختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية"، إضافة إلى محاضرات عن"الحركة العلمية والثقافية في مكة"و"الرحلات وأثرها في العالم الإسلامي"، و"أجواء الحياة الاجتماعية للمجتمع المكي". وترعى المشاركة الرسمية أمسيتين شعريتين لأستاذ الأدب في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور فواز عبدالعزيز اللعبون، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود الدكتور ظافر بن علي القرني.