أطلقت السلطات اللبنانية رسمياً السباق نحو الانتخابات البرلمانية إذ حددت السابع من حزيران يونيو المقبل موعداً لها على ان تجرى في يوم واحد في كل الدوائر الانتخابية. وجاء تحديد الموعد في مرسوم وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الداخلية زياد بارود في اليوم الأخير من العام الماضي، وأعلن امس، ليضع حداً للغط الذي أثير خلال الأيام الماضية حول تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وانعكاساتها على مصير هذه الانتخابات، وليدفع الأطراف اللبنانيين الى مزيد من التركيز على معاركهم الانتخابية المقبلة. وما زال العدوان على غزة يشغل الحيز الأوسع من الاهتمامات اللبنانية الرسمية والشعبية، في ظل تأكيد موقف اجماعي يدعو الى تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في القطاع، ووقف العدوان الإسرائيلي فوراً. وسيكون هذا الموقف مدار بحث مع الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يصل الى بيروت اليوم، ومع وفد الترويكا الأوروبية الذي يزور العاصمة اللبنانية الخميس المقبل في سياق جولة بدأت من مصر. وكان رئيس أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عموس يادلين حذر من إمكان ان يشن"حزب الله"هجوماً على الحدود اللبنانية، كما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس. وقال يادلين ان الحزب"قد يتذرع بالهجوم على قطاع غزة لفتح جبهة ثانية". إلا ان عدداً كبيراً من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين استبعدوا قيام"حزب الله"بعمل مباشر، واعتبروا ان المنظمات الفلسطينية في لبنان قد تتحرك. ورأت مصادر معنية في بيروت إثر التصريحات الإسرائيلية ان"حزب الله يتصرف بواقعية على الأرض ويقرأ الأحداث جيداً ويتعامل مع المعطيات في شكل مدروس". وقالت المصادر ل"الحياة"ان التهديدات التي أطلقها اخيراً الأمين العام ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"أحمد جبريل بفتح جبهات جديدة"ليست بالضرورة ملزمة لحزب الله، الذي يلتزم فقط بما صدر عن أمينه العام السيد حسن نصر الله من دعوة الى الجاهزية التامة". وتابعت المصادر:"ان حزب الله ماض في التحضير والاستنفار خوفاً من عدوان إسرائيلي مفاجئ بعدما بلغت رسائل التهديد مداها"، مشيرة الى ان الحزب"ليس في حاجة لأي جهة لتنوب عنه في إعلان موقفه او توجهاته إزاء العدوان على غزة"، وهو"ليس في وارد طمأنة العدو ولن ينجرّ الى الفخ الذي ينصبه للبنان، لأن المواجهة ستبقى محكومة بأداء إسرائيل على طول الحدود مع لبنان". وأمس أكد وزير الإعلام طارق متري ان كل القوى المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية ومن ضمنها"حزب الله"مصرة، على الأقل في هذه المرحلة، على رفض استدراج البلاد الى نزاع آخر مع اسرائيل. وقال متري ان"التعبير عن التضامن وعن موقف موحد يشدد على الاستقرار... يعني ان لبنان كبلد متعدد القوى لا يريد ان يرى نفسه مستدرجاً الى هذا النزاع". وأضاف:"لم نتلق من حزب الله أية اشارة تدل على انهم قد يخاطرون باستدراج لبنان الى هذا النزاع". وأعرب عن اعتقاده بأن"أهالي جنوبلبنان لا يريدون نزاعاً آخر"، مشيراً الى"إجماع في لبنان على ان لا مصلحة له بحرب أخرى في الجنوب". الى ذلك، شدد السنيورة على العمل عربياً ودولياً لتحقيق وقف النار فوراً ورفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر، وانسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلتها، والشروع في محادثات بإشراف الأممالمتحدة ومشاركة الجامعة العربية لتنفيذ المبادرة العربية موضع الإجماع. وحذر رئيس الأكثرية النيابية اللبنانية النائب سعد الحريري من محاولات المسؤولين الإسرائيليين ضرب"الوحدة العربية عموماً ووحدة اللبنانيين في شكل خاص، عبر استخدام توصيفات كاذبة وتصنيف العرب بين معتدلين ومتطرفين". وقال الحريري:"لو كانت عدوة العرب إسرائيل تريد الاعتدال العربي كما ادعى رئيسها لكانت قبلت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين... ولما حاصرت رئيس السلطة الفلسطينية... ولما جرّت الويلات على لبنان وشعبه عام 2006 كما تفعل اليوم في فلسطين الجريحة". نشر في العدد: 16713 ت.م: 06-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: "حزب الله" لن يطمئن إسرائيل ولن ينجر إلى أفخاخها في لبنان