بعد سنوات من الغياب عادت منطقة الاعظمية للاحتفال بذكرى المولد النبوي، في حضور رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن بنكهة جديدة لم يألفها الاعظميون من قبل ولم يعتادوا عليها، نتيجة خمس سنوات من العنف والعزل المذهبي افرزت سوراً خرسانياً عالياً يحيط بالمنطقة ومقاتلين من"الصحوات"ينتشرون بين المدنيين بحثاً عن"المتطرفين"او العبوات الناسفة والسيارات المفخخة. مدينة الامام ابو حنيفة النعمان، التي كان احتفالها بمولد نبي الاسلام هو الأشهر على المستوى الاسلامي، احتفلت هذه السنة بالمناسبة"تحت الحراسة"بعد ان فرضت عناصر صحوة الاعظمية طوقاً حول المنطقة لضمان سلامة محيي ذكرى المولد النبوي، إضافة الى حظر للتجول قرب مرقد الامام النعمان لضمان عدم حدوث عمليات تفجير. اهالي الاعظمية، وان ابدوا فرحة كبيرة بأجواء التحسن النسبي في امن المنطقة التي سمحت لهم بتنظيم الاحتفال، الا ان فرحتهم تلك كانت حذرة وقلقة، إذ ان هاجس تفجر الوضع بين قوات الصحوات وعناصر تنظيم"القاعدة"، التي كانت تسيطر على الاعظمية خلال السنوات الماضية، يراود الجميع. يقول سليمان، احد منظمي الاحتفال:"منذ تحرير المدينة من تنظيم القاعدة في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي ونحن نستعد لاحتفال مولد سيد الكائنات الذي افتقدته الاعظمية في السنوات الاربع الماضية". ويضيف:"مع ذلك فإن الاوضاع لا تسمح باستمرار الاحتفال حتى الصباح الباكر كما في السابق"موضحاً ان"الاحتفالية الرئيسية جرت في جامع الامام الاعظم فيما نظمت احتفالات اخرى من قبل الاهالي والجمعيات الدينية في باقي مساجد منطقة الاعظمية". واعتادت عائلات العاصمة من مختلف المناطق ان تأتي كل عام الى الاعظمية، شمال جانب الرصافة من بغداد، لمشاركة اهالي هذه المنطقة في الاحتفال بذكرى ولادة النبي محمد صلعمالذي تتميز به الاعظمية"، حيث تنتشر آلاف العائلات في الشوارع والساحات العامة ويقوم الاهالي بإشعال الشموع وتوزيع الحلوى والعصائر والطعام بين المحتفلين حتى ساعات متأخرة من الليل. لكن عائلات المناطق المجاورة تخشى في معظمها الآن دخول منطقة الاعظمية خصوصاً اهالي منطقة الكاظمية المجاورة التي يربطها بالاعظمية جسر الائمة الشهير المغلق منذ عام 2005. تقول ام فارس، من منطقة رأس الحواش وسط الاعظمية:"كنا نتمنى ان تزدحم الاعظمية بالزائرين من كل مناطق بغداد كي يكون الاحتفال بداية لطي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة تعود فيها اواصر الالفة كما كانت في السابق"وتشير الى ان عدد الزائرين كان اقل مما كنا نتمنى. وزينت شوارع الاعظمية منذ الثلثاء الماضي وانتشرت لافتات كثيرة بالمناسبة حملت معظمها شعارات تدعو الى الوحدة ورص الصفوف والمصالحة. ويشار الى ان ديوان الوقف السني برئاسة الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي هو الذي تولى الاعداد لاحتفال المولد النبوي الشريف هذا العام في الأعظمية الذي شارك فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي ألقى كلمة بالمناسبة تعهد خلالها بدمج قوات مجالس الصحوة في هذا الحي ضمن المؤسسات الامنية.