أجل زعماء الحركة الديموقراطية المعارضة في كينيا أمس، المواجهة مع السلطة الى الاسبوع المقبل، بعدما ألغوا تظاهرة حظرتها السلطات للاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي. وواجهت الشرطة مئات من المتظاهرين في موقع التجمع في حديقة أوهورو وسط العاصمة نيروبي بالرصاص والغاز المسيل للدموع. واعلن المعارضون تنظيم تجمع حاشد آخر الثلثاء المقبل. وقال وليام روتو أحد زعماء الحركة:"إننا مسالمون في الحركة الديموقراطية البرتقالية، ولا نريد ضياع أي أرواح أخرى، خصوصاً ان معركتنا ليست مع الكينيين العاديين بل مع الرئيس كيباكي"، علماً ان حصيلة المواجهات السياسية والاتنية التي اندلعت بعد الانتخابات الرئاسية في 27 كانون الأول ديسمبر الماضي بلغت 341 قتيلاً بينهم ضابطان في الشرطة قتلا في مدينة كيريشو غرب، بعدما هاجمهما شبان مسلحون بأقواس وسهام. وأوضحت الشرطة ان رجالها اضطروا الى إطلاق النار على مناصري مرشح الرئاسة الخاسر رايلا اودينغا،"بعدما عرقلوا حركة المرور ونووا نهب متجر ناكومات سلسلة من المتاجر الكبرى"، مشيرة الى ان حوالى ستين من مناصري اودينغا نهبوا محطة وقود في العاصمة. لكن شهوداً أفادوا بأن المحتجين اكتفوا بهتافات"السلام"ورددوا النشيد الوطني وهم جالسون في الشارع، في انتظار انضمام زعماء المعارضة إليهم. ونصبت الشرطة حواجز من الدواليب ورزم الخشب على محاور عدة بين مدينة الصفيح في كيبيرا، أحد معاقل اودينغا، ووسط نيروبي التي أغلقت متاجرها. وارتدى بعض مناصري اودينغا اللون البرتقالي، وهتفوا"من دون رايلا لا سلام"، أو"ليعش رايلا". وتبادل الرئيس كيباكي وزعيم المعارصة اودينغا الاتهامات بالتسبب في"إبادة جماعية"في الأيام الخمسة التي تلت الانتخابات. وسقط معظم القتلى في معارك بين الشرطة والمحتجين ومواجهات بين طوائف عرقية مختلفة. ووصف اودينغا كيباكي بأنه"لص نفذ انقلاباً مدنياً"، وأبدى استعداده لقبول وساطة دولية واقترح تشكيل حكومة انتقالية تحضر لانتخابات جديدة خلال ثلاثة أشهر. في المقابل، حذر نائب الرئيس المنتهية ولايته مودي اوري من أن اودينغا سيتحمل مسؤولية كل الخسائر البشرية، وطالبه بتجاوز غضبه ومرارته وكل الانفعالات السلبية"لمصلحة البلد الذي ترغب في قيادته". تهنئة لكيباكي وفيما هنأ الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني الرئيس كيباكي على إعادة انتخابه، ما جعلها أول دولة أفريقية تؤيد انتخاب كيباكي، علماً ان موسيفيني نفسه كان فاز في انتخابات شابتها مزاعم التزوير عام 2005، ثارت دعوات دولية الي المصالحة في بلد اشتهر بكونه ديموقراطية مزدهرة وصانع سلام في شرق أفريقيا. وأعلنت ميشيل مونتا الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ان"بان كي مون يذكر الحكومة الكينية والمسؤولين السياسيين والدينيين بمسؤولياتهم القانونية والأدبية على صعيد حماية المدنيين، أياً يكن أصلهم الاتني او الديني، ويحضهم على بذل قصارى جهدهم للحيلولة دون اندلاع أعمال عنف جديدة". وأضافت:"يشعر الأمين العام بمزيد من القلق جراء تصعيد التوتر وأعمال العنف". وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أنها ستجري اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الكيني كيباكي لحضه على السعي الى مصالحة مع اودينغا الذي اتصلت به للغاية ذاتها. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية شون مكورماك بان الولاياتالمتحدة علمت بمخالفات ارتكبت في الانتخابات،"لكن الشيء الأكثر إلحاحاً حالياً هو تنفيذ خطوات سياسية لمحاولة إنهاء الخلافات ووقف أعمال القتل". وطالبت لندن رعاياها بالامتناع عن السفر الى كينيا، إلا في حال الضرورة، علماً أنها كانت حذرت الرعايا البريطانيين سابقاً بتجنب السفر الى المدينة الثانية في كينيا مومباسا والعاصمة نيروبي. وأفادت وزارة الخارجية البريطانية بأن"ثمة شكوكاً تتعلق بالأمن والوضع السياسي في كينيا واستمرار أعمال العنف"، علماً ان حوالى 290 ألف بريطاني يتوجهون الى كينيا سنوياً، ويقيم حوالى سبعة آلاف آخرين بصفة دائمة فيها. في المقابل، أعلن الأمين العام لمنظمة الكومنولث دون ماكينون عدم تعليق عضوية كينيا، على رغم أعمال العنف. وقال:"من المبكر تنفيذ هذه الخطوة حالياً، إذ ستعتبر بمثابة حكم بالإعدام على شخص تجاوز إشارة التوقف الحمراء". وكانت باكستان البلد الأخير الذي علقت الكومنولث عضويته بعد إعلان الرئيس برويز مشرف حال الطوارئ في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ثم رفعت بعد شهر ونصف شهر.