وصل نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي أمس الى عمان قادماً من دمشق حيث بحث مع الرئيس السوري بشار الأسد الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى التطورات والمستجدات على الساحة العراقية. وقالت مصادر رسمية أن الأسد أكد خلال اللقاء"حرص سورية الكامل على امن العراق واستقلاله ووحدته أرضا وشعبا ودعم سيادته". وأشارت المصادر إلى أن الجانبين بحثا أيضا"في أفضل السبل لتعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات". وأضافت ان"الجانبين استعرضا أوضاع اللاجئين العراقيين في سورية والجهود التي بذلتها سورية لاستقبالهم واحتضانهم ورعايتهم والإجراءات التي اتخذتها لمساعدتهم على اجتياز محنتهم وآلامهم والتسهيلات التي قدمتها لهم والتي تؤمن لهم حياة كريمة إلى حين عودتهم إلى وطنهم". وأكد الجانبان أهمية تضافر جميع الجهود لتحقيق ذلك . وقال عبد المهدي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قبل مغادرته دمشق:"الزيارة كانت ممتازة للغاية، رائعة وأخوية بحث فيها كل التفاصيل، والمحادثات شفافة ومباشرة"، لافتا إلى"وجود رؤية مشتركة في العمل من اجل المستقبل". وعن قرار الكونغرس الأميركي بتقسيم العراق قال عبد المهدي:"أي كلام يتعلق بتقسيم العراق لا يستحق أي نقاش. لا نرضى بأي تقسيم للعراق. وهذا أساس ثابت وسياسة ومنهج. والعراق موحد، ولا احد يقرر أن يقسمه، منذ آلاف السنين. قوي ببنيته الاجتماعية، وهو قوي اليوم أيضا بنظامه السياسي القائم". وتابع:"اخترنا في العراق طريق النظام الفيديرالي. وهذا النظام نحن نصنعه ولا يصنعه لنا احد. انه قرار عراقي ومطروح أمام مجلس النواب لبحثه. ولكن لا نرضى بأي نظام تحت أي واجهة كانت يعتمد الطائفية أو على الاثنية أو على الفئوية". وعن موقف العراق في حال ضربت إيران قال عبد المهدي:"العراق لا يرضى باستخدام أراضيه لأي عدوان على أي بلد مجاور. العراق له انتماء وهو حريص على هذا الانتماء ويدافع عنه". وأضاف:"بحثت مع الأسد في كل هذه الأمور وأكدنا هذه الثوابت ووضعنا آليات مشتركة للمتابعة بشكل مفصل للدفاع عن ثوابتنا لمساعدة العراق للخروج من هذه الأوضاع وكذلك لحل إشكالات عديدة كمسألة العراقيين في سورية ومسائل أخرى تفصيلية، سواء الشؤون السياسية أو الأمنية والاقتصادية والوجود الأجنبي. وكل هذه القضايا لها مسارات وهناك اتفاق جيد للغاية". وعن المصالحة الوطنية اشار عبد المهدي إلى أنها"سائرة إلى الإمام وتتسع باستمرار وتدخل فيها قوى وشرائح كانت بعيدة عن العملية السياسية". وكان عبد المهدي أجرى مباحثات مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري تناولت حسب مصادر رسمية"آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والتنموية المختلفة". وقالت المصادر أن الجانبين أكدا على"أهمية تفعيل عمل اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة والعمل بالاتفاقيات المبرمة بين البلدين". ووصل عبد المهدى اليوم أمس الى عمان في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام الى المملكة يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين الاردنيين على رأسهم الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء معروف البخيت تتناول"العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطورات الاوضاع على الساحة العراقية". وقال عبد المهدي أ ف ب لدى وصوله مطار"ماركا"في عمان ان"هناك الكثير من الملفات التي تحتاج الى متابعة". واضاف ان"العلاقات الاردنية - العراقية جيدة .. ويجب ان تتطور وتتقدم وان نتصدى سوية لكل القضايا المطروحة بين الجانبين". وردا على سؤال عما اذا كان للعراق مطالب من الاردن، قال عبد المهدي"لا توجد مطالب بهذا المعنى ولكن هناك ملفات مشتركة يتم بحثها، كقضايا تخص العراقيين في الاردن والموضوعات الاقليمية والعملية السياسية الجارية في العراق اضافة الى الشؤون الاقتصادية التي تخص البلدين". من جهته، اكد البخيت"اننا في هذه المرحلة احوج ما نكون الى تكثيف الزيارات والتشاور حول مختلف المسائل الثنائية والاقليمية". واضاف ان"الاردن يقف داعما ومساندا للاخوة في العراق وللعملية السياسية ولجميع الخطط الهادفة الى خروج العراق من المحنة التي يمر بها وان يتقدم للامام".