أجلت وزارة التربية العراقية امتحانات مادة التربية الإسلامية في مدارس الإعدادية إلى اليوم الأخير من الامتحانات النهائية، بعدما سرق مجهولون الأسئلة ووزعوها على الطلاب الذين تناقلوا أخبار سرقة أسئلة المواد الأخرى بسعر وصل إلى ال100 دولار للمادة الواحدة. مصدر في مديرية التربية في البصرة نفى ما أشيع عن سرقة أسئلة مواد الصف السادس الإعدادي، لكنه أكد سرقة أسئلة مادة التربية الإسلامية التي أجلت. ويتعرض أساتذة جامعة البصرة ومدرسو الاعداديات لضغوط كبيرة من الطلبة داخل قاعات الامتحان، حيث لم يعد في استطاعة أحد منهم حرمان الطالب الذي يضبط متلبساً بالغش، إذ سرعان ما يهدد الأستاذ بالقتل إذا طرده من قاعة الامتحان. ويقول أستاذ في جامعة البصرة إنه"يجمع عبوات الغش"من قاعة الامتحان بنفسه ويعرضها على العميد الذي لا يجد حيلة لمواجهة ذلك، إذ أن معظم الطلاب الذين يغشون ينتمون إلى التيارات المتشددة المسلحة التي لا تتورع عن قتل كل من يقف عائقاً أمام مستقبل الطلاب". ويوضح أحد الأساتذة أن طالباً لم يدخل قاعة الدرس منذ بداية العام الحالي، وكان مقيماً في محافظة السليمانية، جاء إلى الكلية قبل أن يضع الأستاذ درجات المعدل السنوي وطلب منه الحصول على درجات عالية، ولما رفض، شهر الطالب هوية انتمائه إلى أحد الأحزاب المسلحة، فلم يجد الاستاذ أمامه إلا أن يعطيه أفضل الدرجات التي تؤهله لدخول الامتحان. وفاق تردي أوضاع الامتحانات في البصرة وضعها السابق حين كان أبناء قادة حزب البعث الحاكم آنذاك، ولم يكن يتجاوز عددهم أصابع اليدين، يمارسون ما تمارسه الميليشيات اليوم، إذ يتجرأ 90 في المئة من الطلاب على تهديد أساتذتهم بالقتل إن لم يسمحوا لهم بالغش، وهكذا تحول دور مراقب القاعة إلى جامع لعبوات الغش بعلم مديريات التربية من دون أن يتمكن أحد من المسؤولين من التدخل لمنع هذه الظاهرة الخطيرة. وتعاني رئاسة جامعة البصرة ومديريات التربية فيها من تدخل الكتل السياسية الفاعلة وضغوط المسلحين، الذين يتدخلون في عمل الكثير من اللجان التعليمية بحجة"الوصاية الشرعية"و"التكليف الإسلامي"، حتى صارت جدران المدارس والمعاهد نشرات تكتب عليها شعارات وخطب قادتهم، والويل لمن يتجرأ على مسحها أو التعرض لها بالنقد. يذكر أن أكثر من 20 أستاذاً جامعياً قتلوا في البصرة منذ سقوط النظام السابق، وان الكثير منهم تعرضوا لمحاولات اغتيال، ما اضطرهم إلى مغادرة المدينة والهجرة خارج العراق، أو طلب النقل إلى جامعات أخرى.