أعلن وزير المال الجزائري مراد مدلسي أن بلاده ستسدد في مرحلة أولى نحو 1.6 بليون دولار لنادي باريس قبل 31 أيار مايو الجاري من إجمالي ديونها للنادي المقدرة بپ7.9 بليون دولار، علماً أن إجمالي ديونها الخارجية يبلغ 12 بليون دولار. وفي أول تصريح له منذ عودته من فرنسا على رأس وفد جزائري وعقب التوصل إلى اتفاق الخميس الماضي مع الدول الأعضاء في نادي باريس حول التسديد المسبق لديون الجزائر، كشف مدلسي أن ديون نادي باريس كان مقرراً أن تسدد بحلول عام 2011،"لكن التسديد المسبق سمح للجزائر بإدخار أموال طائلة، ليس فقط من الديون والفوائد المترتبة عنها، بل ايضاً من تكاليف مالية أخرى"، مقدراً الوفر بنحو بليون دولار. وقال مدلسي في حديث إلى برنامج"ضيف قاعة التحرير"للقناة الإذاعية الجزائرية الثالثة، إن بلاده ستعقد في الأيام المقبلة سلسلة لقاءات مع نادي باريس من مؤسسات مالية ووكالات خاصة، باعتبار أن 7.9 بليون دولار هي ديون اقتصادية، والاتفاقات وقعت بصفة ثنائية مع المؤسسات والوكالات، وتسديد ديونها سيكون على أساس الاتفاق الموقع مع نادي باريس. كما ذكر أن الجزائر بصدد تحضير سلسلة مفاوضات للتوصل إلى اتفاقات مماثلة مع بلدان أخرى، لكن الوزير فضل إرجاء الكشف عن هوية تلك الدول، مشيراً إلى أن الجزائر ستلجأ لاستعمال احتياطات الصرف التي بلغت 62 بليون دولار نهاية آذار مارس الماضي لتسديد مديونيتها الخارجية. وأضاف مدلسي ان الهدف الاستراتيجي الذي وضعته الجزائر ليس فقط تسديد الديون، بل عدم اللجوء مستقبلاً إلى الاستدانة، مشيراً إلى أن التسديد المسبق للديون يسمح للجزائر بتحسين وضعها الاقتصادي ووضع البلاد العام، ما يجعل نادي باريس والمجموعة الدولية يفكران في إمكان التعاون الاقتصادي مع الجزائر، مؤكداً أن النادي وافق على طلب الجزائر لأجل مصالح اقتصادية مستقبلاً، وكشف في هذا الصدد عن زيارة مرتقبة لأحد وزراء الدول الأعضاء في نادي باريس الى الجزائر في تموز يوليو المقبل لمناقشة تنمية الاستثمار والعمل واستغلال مختلف الفرص التي يمنحها الاقتصاد الجزائري