اقتحم متمردون مباني حكومية رئيسية وحرّروا أكثر من ألفي سجين في مدينة أنديجان في شرق أوزبكستان حيث يحاكم إسلاميون، في وقت حاول انتحاري اقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية في العاصمة طشقند، قبل أن يردى قتيلاً. وقتل تسعة أشخاص وأصيب 34 آخرون في اشتباكات في أنديجان، طبقاً للمكتب الصحافي الرئاسي، وتوجه الرئيس إسلام كاريموف إلى المدينة. وأفاد الناطق باسم مجموعة حقوقية في أنديجان سيدغاهون زينوبيدينوف بأن"المتمردين استولوا على مبنى الإدارة المحلية وسجن محاط بإجراءات أمنية مشددة، ولم يعد يعرف من يسيطر على المدينة". وأطلق المتمردون سراح أكثر من ألفي سجين وأضرمت النار في دار للسينما ومسرح. وأصبحت المباني الرئيسية في المدينة في أيدي المتمردين بما فيها مبنى إدارة المدينة، وفقاً لموقع سنتر آسيا على الإنترنت نقلاً عن مراسله في أنديجان. وشوهدت جثتان أمام مبنى جهاز الأمن القومي المحلي ووردت تقارير عن استمرار عمليات إطلاق النار. وذكر موقع سنتر آسيا أنه"لم يتضح ما إذا كانت تلك جثث لمتمردين أم لرجال الأمن". غير أن ناطقاً باسم الخارجية في طشقند أكد أن قوات الأمن سيطرت على الوضع. وذكرت وكالة"ريا نوفوستي"الروسية للأنباء نقلاً عن مدير المركز الثقافي الروسي في أنديجان بيوتر فولكوف أن الأسواق والمدارس وطرق المواصلات الرئيسية في المدينة أغلقت. وبعد ساعات على ذلك، قتل شخص آخر وأصيب خمسة بجروح عندما أطلق جنود أوزبكيون النار على ساحة تعج بالمتظاهرين في مدينة أنديجان. وعبر جنود على متن شاحنة عسكرية ثلاث مرات ساحة أنديجان أمام مقر الإدارة الاقليمية التي يحتلها المتمردون وأطلقوا النار في الهواء وعلى الحشود. وأثار إطلاق النار الذعر بين المتظاهرين الذين فروا في كل الاتجاهات. وكان نحو ألفي محتج تجمعوا أمام محكمة أنديجان منذ الأربعاء للمطالبة بإسقاط تهم بالتطرف الإسلامي عن 23 رجلاً يحاكمون بتهمة تشكيل خلية جماعة أكروميا المنبثقة عن حزب التحرير الذي يسعى إلى إقامة دولة إسلامية في الجمهوريات السوفياتية السابقة في وسط آسيا. وازداد اتساع الاحتجاجات في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي تشارف فيه المحاكمات التي بدأت في شباط فبراير على الانتهاء. وقال زعيم للمتمردين داخل مبنى إدارة أنديجان أمس"هذا هو الحد. أقاربنا بدأوا يختفون". وأضاف أنه تم الإفراج عنه من السجن، لافتاً إلى"أننا نعاني بشكل كبير جداً الناس يدفعون إلى اليأس ولا بد من وقف ذلك". ودعا زعيم المتمردين الذي طالب بوقف إطلاق النار وإفراج السلطات عن رجل الدين المسلم كريم يولداشيف بتدخل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويدافع الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف الموجود في السلطة منذ العهد السوفياتي عن سياساته المتشددة بقوله إنه يحارب صعود الإسلام المتشدد. ويقول دعاة حقوق الإنسان إن المحاكم في أوزبكستان تقع تحت السيطرة المباشرة لقيادة كاريموف - الحليف الرئيسي لواشنطن في حربها على الإرهاب والذي فتح للأميركيين قاعدة جوية كبيرة قرب الحدود مع أفغانستان - وأن المتهمين يخضعون للتعذيب. توقف المحطات الأجنبية وتوقف بث محطات تلفزيونية أجنبية عدة بينها"سي أن أن"في أوزبكستان أمس. وقال مراسل وكالة"ريا نوفوستي"إن"برنامجاً مخصصاً للثقافة الأوزبكية حل مكان برامج"سي أن أن"وأشرطة موسيقى مكان نشرات الأخبار لمحطة"أن تي في"الروسية". وتقع أنديجان على الحدود التي يسهل التسلل عبرها بين أوزبكستان وقيرغيزستان في منطقة وادي فيرغانا التي اندلعت فيها اضطرابات متفرقة في الماضي. وفي بشكيك عاصمة قيرغيزستان، قالت الناطقة غولميرا بوروايفا إنه"منذ صباح الجمعة حظر الدخول إلى مناطق قيرغيزستان من أوزبكستان"، مضيفة أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود بين البلدين. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن العديد من رجال الشرطة يحتجزون رهائن ويطالب خاطفوهم باستقالة الحكومة كما يطالبون روسيا بالتوسط. إلا أنه لم يتم التحقق من هذه التقارير من مصادر مستقلة. السفارة الاسرائيلية وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حراساً قتلوا بالرصاص رجلاً اقترب من السفارة الإسرائيلية في طشقند بشكل مريب وتجاهل أوامرهم بالتوقف. ولم تعرف هوية الرجل على الفور، الذي أكدت وسائل الإعلام إنه انتحاري. بدورها، أكدت السفارة الأميركية في طشقند أن انتحارياً قتل أمام السفارة الإسرائيلية. وتعرضت السفارتان الأميركية والإسرائيلية إلى هجمات بالقنابل في تموز يوليو من العام الماضي، وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم الحركة الإسلامية في أوزبكستان المسؤولية عن تلك الهجمات.