احتشد رؤساء وأعضاء أسر مالكة وملايين الزائرين في روما أمس، لحضور جنازة البابا يوحنا بولس الثاني في أكبر تجمع للساسة والمواطنين في العصر الحديث. واجتذبت وفاة البابا البولندي الأصل الملايين من كل أنحاء العالم لحضور جنازته التي تقام في الهواء الطلق في ساحة القديس بطرس صباح اليوم. وعاد عدد الحجاج الضخم وانحسر أمس، إثر إجراءات إغلاق المنافذ المؤدية إلى الساحة، بعدما أعلن رئيس بلدية روما والتر فلتروني أن"اكثر من مليوني شخص في ساحة القديس بطرس والمناطق المحيطة بالفاتيكان يعني كما لو أن روما استقبلت روما أخرى". واتخذت السلطات تدابير طارئة، داعية الحجاج إلى عدم التوجه إلى محيط ساحة القديس بطرس، ومنعت الواصلين الجدد من الانضمام إلى صف الانتظار الطويل أمام الكاتدرائية. في موازاة ذلك، قام عدد من عمال التنظيف وموظفي البلدية بتنظيف المنطقة التي غطتها آلاف زجاجات المياه وبقايا الطعام. ووضع عمال آخرون حواجز جديدة تمهيداً لجنازة اليوم التي ستستقطب مجدداً مئات الآلاف. ونشرت إيطاليا صواريخ مضادة للطائرات وسفينة حربية قبالة الساحل لحماية المدينة. وسيحظر سير كل السيارات وستغلق المصالح العامة والمدارس والكثير من المتاجر للسماح بتدفق الزائرين الذين سيتجمعون قرب ساحة القديس بطرس. شخصيات ومن بين الملوك والساسة الذين يحضرون الجنازة، كان الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، الذي تفقد جثمان البابا برفقة الرئيسين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش الأب. وعلى متن طائرة الرئاسة في رحلة من واشنطن، استعاد كلينتون وبوش الأب ذكريات عن البابا الذي عارض حربي الخليج اللتين قادهما الرئيسان بوش، ولكنه أيد تدخل كلينتون في البوسنة خلال منتصف التسعينات. ومن الزعماء الآخرين الذين يحضرون الجنازة التي تبدأ الساعة العاشرة من صباح اليوم، الرئيس الإيراني محمد خاتمي وزعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب ملك وملكة إسبانيا. والتقى بوش أمس، رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، أحد أقرب حلفائه في الحرب على العراق التي عارضها البابا بشدة. وانضم رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الى كبار الشخصيات العالمية في روما على رغم قيود السفر التي يفرضها عليه الاتحاد الاوروبي، بحسب تأكيد مصدر رسمي في هراري. الصين تقاطع الجنازة وحدها الصين، أعلنت أمس أنها لن ترسل أي ممثل عنها إلى الجنازة احتجاجاً على مشاركة الرئيس التايواني تشين شوي بيان. غير أن ثمة تكهنات تقول أن سبب غياب الصين يرتبط بالكردينال"السري"الذي عينه البابا عام 2002 ولم تكشف هويته، ويرجح أنه صيني بقيت هويته سرية حفاظاً على سلامته. تعزية من السيستاني وفي بغداد، زار وفد يمثل المرجع الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني السفارة الباباوية في بغداد أمس، للعزاء في وفاة البابا بولس الثاني بابا الفاتيكان. وسلم الوفد القائم بأعمال السفارة رسالة عزاء من السيستاني إلى الفاتيكان، جاء فيها:"نعزيكم وسائر أتباع الكنيسة الكاثوليكية بوفاة الحبر الأعظم يوحنا بولس الثاني الذي أدى دوراً متميزاً في خدمة قضايا السلام والتسامح الديني، وحظي بذلك باحترام الناس من مختلف الملل والأديان". وفي لندن، أرسلت مؤسسة الخوئي وفداً إلى روما للمشاركة في مراسم التشييع، ضم أمين عام المؤسسة الصاحب الخوئي والسيد قاسم الجحلالي والشيخ صلاح بلال. منفذ محاولة اغتيال البابا في المقابل، لم يسمح لمحمد علي آغا التركي الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981، بالخروج لفترة قصيرة من سجنه في اسطنبول للمشاركة في جنازة البابا في الفاتيكان، بحسب ما أعلن محاميه مصطفى دميرباغ أمس.