اعلنت مصادر رسمية اسرائيلية عن قرب افتتاح ما وصفته ب"موقع اثري يهودي"قالت انه اكتشف اخيراً في منطقة ملاصقة لاسفل الحرم القدسي الشريف في وقت اتهمت فيه"مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية"ومقرها في ام الفحم داخل الخط الاخضر بالعمل على فتح"نفق جديد"تحت المسجد الاقصى"للوصو ل الى قبة الصخرة المشرفة التي يقول اليهود ان بقايا هيكلهم موجودة اسفلها". واختارت اسرائيل الاعلان عن قرب افتتاح هذا"الموقع الاثري"الذي قال احد كبار الحاخامين اليهود شموئيل رابينوفتش انه يحوي"مغطساً دينياً يعود الى زمن الهيكل الثاني وحائطاً صغيراً يعود الى عهد الهيكل الاول"بالتزامن مع مرور الذكرى الخامسة ل"انتفاضة الاقصى"التي أشعلتها زيارة زعيم حزب ليكود الاسرائيلي ارييل شارون في الثامن والعشرين من ايلول سبتمبر عام 2000 وعشية ذكرى"هبة النفق"الفلسطينية في العام 1996 التي اندلعت فور افتتاح رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه بنيامين نتانياهو"نفق المبكى"في العام 1996 وفي الوقت الذي تشن فيه اسرائيل هجوماً عسكرياً غير مسبوق على قطاع غزة الذي اخرجت قواتها منه قبل ستة عشر يوماً فقط. ونقل عن الحاخام روبينوفتش ان الحكومة الاسرائيلية ستتيح للجمهور رؤية هذه الآثار ضمن عرض ضوئي حول تاريخ اليهود خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة. وكانت"مؤسسة الاقصى"كشفت في تقرير اعدته بعد جولة ميدانية مطولة في العشرين من الشهر الحالي ان حفريات تقوم بها سلطة الآثار الاسرائيلية بالتعاون مع منظمة"عطيرات كوهنيم"الاستيطانية المتطرفة في منطقة شارع الواد وباب السلسلة، احد بوابات المسجد الاقصى، تهدف الى"الوصول الى قبة الصخرة عبر نفق جديد". واشار التقرير الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه الى ان"خطورة الحفريات تتمثل بحجمها عمقاً وطولاً وعرضاً وبقربها الشديد من المسجد الاقصى"مشيرة الى ان هذه الحفريات لا تبعد اكثر من 30 متراً هوائياً عن المسجد. اضاف التقرير ان الخطورة تتمثل ايضاً بوجود انفاق"عاينها مسؤولو المؤسسة"متشعبة توصل الى المسجد الاقصى". ونقل التقرير عن مواطنين يقطنون منازل لا تبعد سوى عشرات الامتار عن المسجد الاقصى ان منظمة"عطيرات كوهنيم"استولت على مبنى اسلامي في المنطقة وحولته الى"مكتبة"غير ان لافتة قد الصقت أخيراً على مدخلها تشير الى انها تعود الى"سلطة الآثار"الاسرائيلية. واشار التقرير الى التشققات الكبيرة والواسعة التي احدثتها اعمال الحفريات التي بدأت منذ نحو عام في منازل المواطنين في اشارة الى شدة هذه الحفريات وقوتها. واكد التقرير نقلا عن مقدسيين وما اعلن امس ان النية تتجه الى افتتاح"متحف"في الموقع قد يكون جزءاً من مدينة سياحية دينية تقام بجوار واسفل المسجد الاقصى من خلال ربط هذه النفق بشبكة انفاق اخرى بما فيها ذلك الذي افتتحه نتانياهو في العام 1996 والذي اعقبته احداث ومواجهات عاصفة ادت الى سقوط عشرات الشهداء والجرحى في القدس والضفة الغربية وغزة. وتزامنت اعمال الحفريات، بحسب التقرير مع عروض خيالية لاصحاب المنازل والمحال المجاورة في المنطقة من قبل جهات اسرائيلية لشرائها بلغ احدها عرض 20 مليون دولار لصاحب مطعم"البراق"حيث تقع هذه الحفريات وحيث تم الاعلان عن"الموقع الاثري اليهودي". ورغم الحفريات التي تجريها اسرائيل في محيط الحرم القدسي الشريف واسفله منذ احتلال القدس في العام 1967، فشلت في اكتشاف آثار تؤكد وجود الهيكل المزعوم تحت المسجد او قبة الصخرة المذهبة. وتشير التقارير الى ان"نفق المبكى"الذي افتتحه نتانياهو يدلل على الحضارات والازمنة المتعاقبة على القدس ولكنه فشل بدوره في الكشف عن اثارات"يهودية"تعمل اسرائيل من دون كلل للتشديد على وجودها. وتتزامن اعمال الحفريات التي تقوم بها سلطة الاثار الاسرائيلية مع تصاعد اصوات المتطرفين اليهود الذي يدعون الى تدمير الحرم القدسي واقامة الهيكل على انقاضه.