في كتابه"الحب السائل"لا يتطرق زيغمونت باومان الى علاقات الحب فحسب، بل الى العلاقة مع الآخر عموماً، ومن الامثلة عليها: الهاتف الجوال فيما يتعدى العلاقات الحميمة، تسهم اداة كالهاتف المحمول الجوال في طرد الشعور بعدم الامان:"عندما تكونون في مأمن، داخل شبكة اتصالات ورسائل، تكونون في منأى من الاخطار. وأنت، مع الهاتف المحمول، النقطة الثابتة الوحيدة في عالم من الاشياء المتحركة - مثلك مثل امتداداتك، أي صلاتك، تلك الصلات التي تبقى سليمة ثابتة، بينما يكون اولئك الذين وصلتك الآلة بهم يتنقلون. وعليه فالصلات هذه هي بمثابة صخور وسط الرمال المتحركة، والذين يبقون بعداء، تسمح لهم الهواتف المحمولة بالاتصال. والذين يتصلون، تسمح لهم بالبقاء بعداء. مخيمات اللاجئين يولي باومان اهتماماً باللاجئين الذين يجسدون في نظره، مستقبل الحداثة السائلة. فداخل المخيمات هو لا مكان. وهو ثبات العابر، ديمومة الموقت، والدور الاجتماعي غير المحدد، وانغماس في مجرى الحياة جراء مرساة يضطلع بها الدور الاجتماعي. وخارج المكان، القائم في مكان ما، تظهر مخيمات اللاجئين. وهذه ملامح من الحياة الحديثة السائلة في صورة اكثر تطرفاً ونقاءً ووضوحاً من أي فصل آخر من فصول الحياة المعاصرة. عن كزافييه مولينا، المصدر نفسه.