أكثر من نصف سكان ايطاليا بدأ بالتحرك إلى أماكن ومناطق السياحة داخل ايطاليا وخارجها. وبدت المدن الكبيرة كميلانو وتورينو والعاصمة روما قفراء قياساً إلى الزحام الشديد الذي يميزها خلال أشهر السنة. وشجعت درجات الحرارة المعتدلة التي تميّزت بها ايطاليا في الأسابيع الأخيرة الكثيرين على برمجة عطلاتهم السياحية الصيفية. وأوردت وكالة "آكي" الايطالية للأنباء احصاءات أنجزها المرصد السياحي الوطني الايطالي ذكر فيها أن "عدد السيّاح الايطاليين الذين سيقضون عطلتهم الصيفية سواء في ايطاليا أو في الخارج قد يتجاوز 30 مليون سائح وذلك بزيادة 3 ملايين سائح مقارنة بالصيف الماضي"، فيما تجاوز عدد الايطاليين الذين فضّلوا السفر إلى الخارج لقضاء عطلتهم 7 ملايين شخص. وساهم فراغ العاصمة الايطالية من السيارات وانخفاض عدد السكان فيها في هذه الفترة في الكشف عن مكامن جمال الحضارة والعمارة الرومانية. وكذا كانت الحال في مدينة نابولي أكثر المدن الايطالية متوسطية، فقد فرغت من سكانها الذين توجهوا إلى سواحل البحر الرائعة في جزيرتي اسكيا وكابري وإلى ساحل آمالفي، وأتيح لكثير من الزوار مشاهدة مرافق المدينة السياحية التي شهدت في السنوات الأخيرة ترميمات واصلاحات كشفت عن جمال المدينة وأزالت عنها اثار اهمال السنين. ويُتوقع أن تتحول نابولي في وقت قريب إلى موقع لأول بينالي للفن المعاصر لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، بناء على اقتراح مديرة متحف "غاليري بورغيزي" في روما آنا كوليفا. ف"المتوسط" برأي السيدة آنا كوليفا "ليس مجرد منبع الحضارات العظيمة في تاريخ البشرية، بل أيضاً المختبر الذي يصل منه أهم الفنانين اليوم". وقالت: "يدرك المتابع لانجازات الفن المعاصر اليوم ان الواقع الأكثر إثارة للاهتمام هو واقع جنوب العالم". وأضافت في تصريح ل"آكي" أن "عالم الفن في بلدان مثل فرنسا وبريطانيا يشهد منذ فترة غير قصيرة حالة من الرتابة الناتجة عن سيادة منطق اللغة الكلاسيكية ولم نعد نشهد منذ وقت طويل ولادة فنانين كبار كما كان في الماضي، بينما نرى بروز فنانين من مصر والمغرب وكوسوفو والبانيا، وهؤلاء ينجزون أعمالاً لافتة. وما يميّز هذه الظاهرة هو اشتراك بلدان المتوسط الأوروبية مثل ايطاليا واسبانيا في هذا التوجه". واعتبرت كوليفا أن بوسع ايطاليا أداء دور "راعي المبادرة، عبر استضافة أول معرض لفناني المتوسط". واقترحت أن يقام هذا المعرض سنوياً، ويجب أن يُنظم برأيها "في ايطالياإ وفي مدينة نابولي بالذات، لإطلالها على البحر المتوسط، ولكونها أكثر المدن الايطالية متوسطية". ودعت إلى أن تتناوب دول المتوسط على تنظيم المعرض السنوي و"ان تختار من بين مدنها الأكثر دلالة على الحضارة المتوسطية كمرسيليا الفرنسية وبرشلونة الاسبانية والاسكندرية المصرية وغيرها".