"لا أستطيع الغناء الآن، كنت أغني قديماً عندما لم يكن هناك من يغني أما الآن فالمطربون بالمئات". قال الفنان طارق عبدالحكيم أحد رواد الفن والموسيقى في السعودية ل"الحياة". ورأى أن الغناء قديماً كان فناً نابعاً من إحساس الفنان ومصدره القلب، وهو فن راق من ناحية الكلمات والألحان. وأكد مؤسس أول فرقة موسيقية في السعودية قبل سبعين عاماً، على ضرورة الحفاظ على الموروث الغنائي وتجديده وعدم الانجراف خلف فن اليوم الذي لم يعد سوى رقص واستعراض. لحن طارق عبدالحكيم لكبار المطربين أو من يسميهم بنجوم الطرب مثل كارم محمود وفايزة أحمد ووديع الصافي وصباح ونجاة الصغيرة ومحمد عبده وطلال مداح وغيرهم. استهل عبدالحكيم حديثه الى "الحياة" بقوله: "علاقتي بالوسط الفني اليوم علاقة جيدة، والفنانون أبنائي وسأقدم ما يحتاجون إليه من دعم وتوجيه في سبيل دعم الحركة الفنية في السعودية، وأنا لم أبتعد، بل أقدم كل ما يحتاج إليه أبناء بلدي، ومتواجد دائما في متحفي في مدينة جدة. وأجتمع مع الفنانين سواء في المتحف أم في جمعية الثقافة والفنون، أما بالنسبة الى الغناء فلا أستطيعه الآن، كنت أغني قديماً عندما لم يكن هناك من يغني، أما اليوم فالمطربون بالمئات، وأفضل أن أبقى ملحناً، كذلك فقد تقدمت بي السن والصوت تغير ولم يعد كما كان عندما كنت شاباً". كيف كانت بداياتك، وكيف تمكنت من جمع هذه التجربة المثيرة بين الموسيقى والعسكرية؟ - بدأت حياتي المهنية في السلك العسكري بدخولي الكلية الحربية، ووصلت إلى رتبة نقيب، وكان الفن وقتها لا يتعدى أن يكون هواية محببة ليس إلا، فكنت ألحن ثم كلفت بتأسيس فرقة عسكرية موسيقية وابتعثت لدراسة الموسيقى في القاهرة. وكيف كانت تجربة تأسيس الفرقة الموسيقية العسكرية في السعودية؟ - كنت أول طالب سعودي يتخصص في هذا المجال، إذ ابتعثت إلى القاهرة في عهد الملك فاروق، ومكثت أربع سنوات هناك، وبعد العودة أسست مدرسة الموسيقى في السعودية عام 1936 تنفيذاً لتوجيهات وزير الدفاع آنذاك، وكانت الآلات مكونة من الطبل والبوق التي كانت تستخدم للمناداة للصلاة أوالطعام. ودرست في القاهرة النوتة الموسيقية، وأدخلت الموسيقى في السلام الملكي، ولحنت أول نشيد وطني في عهد الملك عبدالعزيز، وأصبحت قائد مدرسة الموسيقى إلى أن أحلت إلى التقاعد، وخرجت خلال ذلك 17 فرقة موسيقية لكل القطاعات العسكرية، واستعنا بأساتذة من مصر لتدريس الموسيقى إلى أن أصبح عدد الآلات الموسيقية المستخدمة 48 آلة. ما هي الطريقة المثلى للإفادة من تراثنا الغنائي العربي؟ - الغناء قديماً كان فناً نابعاً من إحساس الفنان مصدره القلب، وهو فن راق من ناحية الكلمات والألحان والأداء، ويجب الحفاظ على هذا الموروث الغنائي العربي وتجديده وعدم الانجراف خلف فن اليوم الذي لم يعد سوى رقص واستعراض. وكيف ترى واقع الأغنية العربية الآن؟ - للأسف الشديد أصبح تأثير الغزو الغربي واضحاً في الموسيقى، وأداء المطربين، وكذلك الألحان أصبح أكثرها غربياً، وهذه جميعها أساءت الى الموسيقى العربية، لهذا يجب الحفاظ على العادات والتقاليد وأن نظهر بمظهر لائق ولا ننجرف مع التيار الغربي. أضف إلى ذلك وقاحة فنانات هذا الوقت وفنانيه الذين لم يعودوا يكترثون بمشاعر الجمهور. كيف تنظر اليوم الى تجربتك الموسيقية مع كبار الفنانين؟ - قدمت أعمالاً كثيرة طوال حياتي الفنية مع نجوم الطرب مثل كارم محمود بأغنية "الآهة اللي باقولها" وفايزة أحمد "ربيع العمر" و"أسمر عبر" ووديع الصافي "لا وعينيك" وصباح "البعد والحرمان" وهيام يونس "تفلق قلبي" ومحمد عبده "لنا الله" و"لا تناظرني بعين" ولحنت لغيرهم مثل نجاة الصغيرة ومحمد قنديل وعبادي الجوهر وطلال مداح وعبدالمجيد عبدالله. وما يبقى لي أنني كنت رائد الفن الموسيقي في الخليج، وأتمنى أن أكون قدمت ما يخدم بلادي. أخيراً حدثنا عن أوبريت الطائف "تراحيب المطر"؟ - طلب مني الأمير خالد بن سعود أن ألحن هذا الأوبريت وهو عمل يمثل الوطن، ويعتبر عودة قوية لي، فقمت بالمهمة وهو من كلمات الأمير خالد بن سعود وغناء محمد عمر وعلي عبدالكريم، وسيعرض خلال افتتاح مهرجان الطائف السياحي المقبل "الطائف أحلى"... كذلك هناك تعاون سيجمعني بالفنان عباس إبراهيم.