سارسل الجيش التركي أمس نحو 200 شاحنة عسكرية الى الحدود العراقية، فيما كانت شاحنات اميركية محملة على قاطرات تغادر ميناء الاسكندرون جنوب، وتتجه للمرة الأولى شرقاً. وأفيد ان الشاحنات التركية التي كانت صناديقها مغطاة بالشوادر، اجتازت مدينة سيلوبي في اتجاه ممر الخابور الحدودي الذي يبعد 15 كيلومتراً عن المدينة. وعرضت محطات التلفزيون التركي صوراً لعشرات القاطرات المحملة شاحنات اميركية وهي تغادر ميناء الاسكندرون، وتوجهت القاطرات التي تواكبها قوات من الدرك، نحو مدينة ماردين في اتجاه الشرق. وكانت مئات من العربات العسكرية الاميركية، ومعظمها شاحنات وسيارات جيب، انزلت من السفن في الاسكندرون قبل 15 يوماً. وأعلنت السلطات التركية ان هذه العربات مخصصة ل3500 خبير من وحدات الهندسة الاميركية، المكلفين تحضير الموانئ والمطارات العسكرية التي يمكن ان تستخدم في حال شن هجوم على العراق. واستؤنف تحريك الشاحنات والقاطرات بعدما تباطأ اثر تصويت البرلمان التركي ضد انتشار قوات اميركية في الاراضي التركية. وأكدت حكومة عبدالله غل انها تنوي ان تطلب من النواب التصويت مجدداً حول هذه المسألة، وساندها الجيش. لكن الاقتراع الجديد لن يجري قبل نهاية الاسبوع المقبل، بعد تعديل وزاري متوقع، اثر انتخاب زعيم الحزب الحاكم رجب طيب اردوغان في البرلمان الاحد المقبل. ونقلت وكالة "اسوشيتدبرس" عن اردوغان قوله في تصريحات بثتها قناة "تي جي ار تي" التركية انه يفضل التريث الى أن يصدر قرار لمجلس الأمن في شأن الأزمة العراقية، كي تحسم انقرة مسألة الانتشار العسكري الأميركي في الأراضي التركية. ومعروف ان انقرةوواشنطن توصلتا الى اتفاق عسكري - اقتصادي، يقضي بنشر 62 ألف جندي أميركي في الأراضي التركية، لفتح جبهة في شمال العراق، مع اندلاع الحرب التي تهدد بها الولاياتالمتحدة. وعرضت ادارة الرئيس جورج بوش على انقرة مساعدات وضمانات قروض ببلايين الدولارات، ما يمكنها من مواجهة أزمتها الاقتصادية. ونقل عن نائب زعيم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا دنغر مير فيرات، ان عدداً من اعضاء البرلمان سيغيرون موقفهم في حال طلبت الحكومة مجدداً التصويت على الانتشار العسكري الاميركي. وأثار الاتفاق مخاوف لدى الأكراد العراقيين من اجتياح تركي لمناطقهم، وكذلك اتهامات متبادلة مع انقرة وتحذيرات، آخرها اطلقه الجيش التركي. وفي هذا السياق قال قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال تومي فرانكس ان واشنطن ستسعى الى تفادي صدامات بين الجانبين، مذكّراً ب"اشتباكات" بين الأكراد والأتراك في فترات سابقة.