شكلت مدينة لويزفيل الاميركية مسقط رأس الملاكم الاسطوري محمد علي كلاي مصدر إلهام لابنته الصغرى ليلى في دفاعها عن لقبها العالمي لوزن ما فوق المتوسط بحسب تصنيف الاتحاد العالمي للملاكمة أمام متحديتها آن الماجر، وهزمتها بالضربة الفنية القاضية في الجولة الرابعة عقب عرض مذهل افتقد حضور كلاي الأب فقط، ما منحها الفوز ال14 من دون أي خسارة في مسيرتها الرياضية حتى الآن. وبادر أربعة آلاف متفرج بالهتاف باسم علي لدى دخول ليلى 26 عاماً إلى الحلبة ومن بينهم عمها رحمان، الذي سعى إلى تعويض غياب والدها الذي اضطر إلى ملازمة منزله في ميتشيغين بسبب المرض بحسب ما أوضح مروج المباراة كريس ويب. وشكل الحضور الجماهيري الكثيف بالتالي بادرة وفاء لكلاي الأب، الذي ترعرع في مدينة لويزفيل في عقدي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وخاض خمس مباريات فيها في عامي 1960 و1961 في صالة "الحرية" التي تحتضن اليوم مباريات فريق لويزفيل كاردينالز في كرة السلة. وسيطرت ليلى، التي توشحت برداء ذهبي لدى دخولها إلى الحلبة، على منافستها بالكامل منذ بداية المباراة، ولم تمنحها أي فرصة لتوجيه لكمات خطرة، تمهيداً لحصر تحركاتها في الدفاع الذي اتخذت حبال الحلبة موقعاً له مرات عدة في الجولة الاولى. واكتفت الماجر بلكمة يمينية واحدة أصابت وجه ليلى مباشرة في الجولة الثانية، لكن الأخيرة ردت بسلسلة من اللكمات العنيفة التي واصلتها في الجولة الثالثة، قبل أن تسقطها أرضاً بلا حراك عبر لكمة يسارية قبل 55،1 دقيقة من انتهاء الجولة الرابعة. وهكذا حققت ليلى فوزها ال11 بالضربة الفنية القاضية، في حين مُنيت الماجر 34 عاماً بخسارتها السادسة في مقابل 14 انتصاراً. ولفت تقبل الماجر خسارتها بروح أخلاقية عالية، حيث أمسكت يد ليلى ورفعتها لتحية الجمهور الذي هتف بحرارة لهذه المبادرة. وبدورها أشادت ليلى بالملاكم السابق غريغ بايج الذي حضر المباراة على كرسي نقال لا يزال يلازمه منذ 9 آذار مارس 2001، تاريخ تعرضه لاصابات خطرة في دماغه عقب مباراة خاضها ضمن منافسات الوزن الثقيل.