عبر الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس عن قلقه للتهديدات "الخطيرة والجدية والمعقدة" التي تواجهها ايران بسبب "وضعها الجيواستراتيجي"، مؤكداً ان الجيش "قادر على صد" اي هجوم. وقال خاتمي في العيد الوطني للجيش: "ان الشعب والحكومة والقوات المسلحة الايرانية مستعدة لمواجهة اي تهديد او هجوم، وستدافع عن استقلال البلاد ووحدة الارض وأهداف الثورة". وأشار خاتمي الى الموقع الجيواستراتيجي الهام الذي تتمتع به ايران في احد اكثر المناطق حساسية في العالم. ورأى ان بلاده "تتعرض لتهديدات جدية". لكنه لم يشر خاتمي صراحة الى الجهة التي تهدد ايران، لكن مواقفه هذه جاءت في ظل التهديدات الاميركية المتتابعة ضد ايران وتصنيفها من جانب الرئيس الاميركي جورج بوش بأنها احد اطراف ما سماه "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية، وحرص خاتمي على استخدام لغة يغلب عليها الطابع الدفاعي خلال رعايته عرضاً عسكرياً للقوات المسلحة الايرانية في ذكرى يوم الجيش. ولم تخرج هذه اللغة عن الاجماع الايراني القاضي بعدم اعطاء اي ذريعة لواشنطن، وعدم الانسياق وراء سياسة التصعيد. وكانت مواقف خاتمي عن التهديد موجهة الى خارج المنطقة اذ قال بأن سياسة بلاده تقوم على بناء جسور الثقة وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وانها تعتقد "بأن دول المنطقة تستطيع عبر المشاركة الجماعية، بناء السلام والاستقرار من دون تدخل الآخرين". وخلص الى التأكيد على ان السلام يتطلب بناء قدرة دفاعية لتحميه وان ايران تريد عبر بناء قدرتها العسكرية الدعوة الى الامن والسلام. وترى ايران نفسها محاصرة بما يشبه الحزام الناري الاميركي في ظل الوجود العسكري للقوات الاميركية في الخليج وأفغانستان وتركيا وأذربيجان وفي ظل السعي الاميركي الى مد هذا الوجود ليطاول بقية دول آسيا الوسطى والقوقاز. وقال وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني انه في ما يتعلق التهديدات الاميركية فإن "على القوات المسلحة ان تأخذ أسوأ الاحتمالات في الاعتبار". وأكد شمخاني "ان القوات المسلحة تتمتع بمستوى عال من الاستعداد القتالي بسبب التهديدات المستمرة من الاعداء". وتواصل القوات الايرانية العمل على تطوير قدراتها الصاروخية بعد النجاحات في انتاج صواريخ "شهاب 3". وأعلن مساعد قائد القوة الجوية في الجيش الايراني العميد محمد دانشبور "انه يتم حالياً تصنيع صواريخ جو - جو وان استعدادات الدفاع الجوي لمواجهة أي عدوان اجنبي هي بالمستوى المطلوب". وأضاف: "انه يجري انتاج الطائرات الايرانية المقاتلة من طراز آذرخش، في شكل وفير، وان سلاح الجو قادر على صناعة الطائرات الحربية والتدريبية وأنظمة الرادار، وانه يشارف على الوصول الى الاكتفاء الذاتي في تصنيع جميع انواع قطع الغيار".