أشاد الرئيس الاميركي جورج بوش في بيان صادر عن البيت الابيض، بفتح الطريق بين كابول وقندهار جنوب وهيرات غرب، باعتبار المشروع دليلاً على دعم المجتمع الدولي أفغانستان على المدى الطويل. واعتبر شق الطريق وسيلة لترسيخ السلام في البلاد، إلا أن مصادر عسكرية غربية أكدت أن العناصر الراغبة في تهديد استقرار الحكومة الافغانية لا تزال فاعلة. من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم حاكم ولاية سيستان-بلوشيستان الايرانية أن مياه نهر هلمند على الحدود بين إيرانوأفغانستان، قطعت مجددًا من الجانب الافغاني، ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الرئيس الافغاني لا يسيطر تمامًا على البلاد وأن القادة المحليين يريدون إثبات سلطتهم على حساب إيران. كابول، واشنطن، طهران - أ ف ب، رويترز- أشاد الرئيس الاميركي جورج بوش بفتح الطريق الذي يربط كابول بقندهار وهيرات في أفغانستان وهو مشروع اعتبر حيويًا من أجل ترسيخ السلام في البلاد. ويبلغ طول هذا الطريق 1200 كلم. ويربط العاصمة كابول بقندهار جنوب المعقل السابق لحركة "طالبان"، ثم بهيرات غرب، معقل زعيم الحرب إسماعيل خان أحد المقربين من إيران. ونفّذ هذا المشروع بمساعدة مالية من الولاياتالمتحدة واليابان والمملكة العربية السعودية. وقال بوش في بيان مقتضب إن "هذا الطريق يعتبر مثالاً ملموسًا على تعهد الاسرة الدولية في أفغانستان على المدى الطويل"، موضحًا أن المشروع يشكل "جهدًا مهمًا لمساعدة الافغان ليسهموا في مستقبل أفضل لبلادهم". وعلى رغم نشر الجنود الدوليين لحفظ السلام، لا تزال القوى العاملة على إثارة الاضطراب تهدد الامن في أفغانستان. فبعد مرور عام على سقوط نظام "طالبان" في 13 تشرين الثاني نوفمبر 2001، يسود هدوء ظاهري في العاصمة الافغانية. وللمرة الاولى منذ 23 عامًا رفع حظر التجول المفروض على كابول في 3 تشرين الثاني الجاري بعدما اعتبرت القوة الدولية للمساعدة على إرساء الامن كابول أن المدينة باتت آمنة إلى حد كبير. وقال الجنرال التركي حلمي آكين زورلو الذي يتولى قيادة قوة "إيساف": "عبر عملنا الحازم في مجال جمع المعلومات بالتعاون مع السلطات الافغانية، توصلنا إلى فرض الامن في كابول وإعاقة مساعٍ محتملة لارهابيين". إلا أن مصادر عسكرية غربية أكدت أن القوات على الارض تبقى في حال تأهب خوفًا من هجمات قد تنفذها عناصر تحاول زعزعة الحكومة الانتقالية برئاسة حميد كارزاي، إضافة إلى أن حوادث أمنية متعددة جرت في الاسابيع الماضية برهنت هشاشة الامن. إطلاق سجناء باكستانيين وأطلقت السلطات الافغانية أمس 17 سجينًا باكستانيًا حاربوا في صفوف حركة "طالبان" في محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين. وقال رئيس إحدى وكالات الاستخبارات المستقلة في كابول عمرالله صالحي: "إنهم من كبار السن والمرضى، فأفرجنا عنهم لأسباب إنسانية". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية صلاح الدين معصوم إن السجناء سلموا إلى لجنة تابعة للصليب الاحمر الدولي. وأضاف معصوم: "أفرج عنهم بالاتفاق بين البلدين". مياه هلمند وأعلن ناطق باسم حاكم ولاية سيستان - بلوشيستان الايرانية أمس أن مياه نهر هلمند على الحدود بين إيرانوأفغانستان قطعت مجددًا من الجانب الافغاني. وأشار الناطق، مؤكدًا خبرًا قيد التداول منذ أيام، إلى معارك نفوذ داخل أفغانستان لقطع مياه النهر الحيوية في مناطق شرق إيران. وكانت أفغانستان فتحت في نهاية تشرين الاول أكتوبر الماضي، مجاري سد كاجاكي على نهر هلمند، في إشارة إلى تحسن العلاقات بين كابولوطهران. وكان إغلاق المجاري عام 1998 من حركة "طالبان" أثر إلى حد كبير على اقتصاد الولاية الايرانية. ووصلت المياه إلى ايران ليل 24-25 تشرين الاول أكتوبر الماضي، غير أن وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبدالله قال إن إعادة فتح السد أمر موقت. وفي مطلع تشرين الثاني الجاري، تحدثت الصحف الايرانية عن قطع جديد لمياه النهر. ولم يصل أمس سوى متر مكعب واحد من المياه في الثانية إلى إيران بحسب الناطق، في حين أن اتفاقًا مبرمًا بين البلدين عام 1972 ينص على حق إيران بالحصول على 26 مترًا مكعبًا على الاقل في الثانية. وأضاف الناطق أن وقف المياه قد يفسر بأن الرئيس الافغاني حميد كارزاي لا يسيطر على البلاد وأن القادة المحليين يريدون إثبات سلطتهم على حساب إيران.