القاهرة - "الحياة" - أكدت دراسة مصرية عن "صورة المرأة في سينما التسعينات"، أن السينما المصرية شوهت صورة المرأة المصرية خصوصاً والعربية عموماً في شكل كبير وأظهرتها بصورة سلبية. وركزت الاطروحة التى نالت عنها الباحثة إحسان سعيد عبد المجيد درجة الماجستير في علم الاجتماع من كلية الآداب في جامعة عين شمس، على 31 فيلماً، عرضت في الفترة بين عامي 1990 و2000. واستنتجت ان تشويهاً كبيراً لحق بصورة النساء في هذه الأفلام، إذ طغت الصورة السلبية على الصورة الإيجابية التى حاولت بعض هذه الأفلام، ظاهرياً، إبرازها. وأشارت الباحثة إلى أن 25 فيلماً من هذه الأفلام أظهرت المرأة بصورة سلبية للغاية، في مقابل مرات قليلة ظهرت فيها صورتها إيجابية. وتطرقت الدراسة إلى نماذج اعتبرتها إيجابية في إظهار صورة المرأة وقدرتها على مواجهة مشكلاتها الاجتماعية ومحاولتها التكيف مع الواقع الراهن بما يعتريه من متغيرات انعكست آثارها سلباً وإيجاباً، ووضح ذلك من خلال أفلام أنتجت في حقبة التسعينات من القرن الماضي واعتبرت الباحثة أنها عبرت وبجدارة عن مزايا المرأة وإيجابياتها في صراعها مع الرجل، ومن بين هذه الأفلام، بحسب إشارة الباحثة في العينات التي اعتمدت عليها، أفلام "اغتيال مدرسة" لنبيلة عبيد والمخرج اشرف فهمي إنتاج عام 1990، و"إلا أمي" للمخرج عبد العليم زكي، و"معركة النقيب نادية" للمخرجة نادية حمزة، و"امرأة واحدة لا تكفي" لإيناس الدغيدي إنتاج 1990، و"اشتباه" و"الجراج" عام 1991 للمخرج علاء كريم، و"الضائعة" لعاطف سالم 1991، و"يا دنيا يا غرامي" للمخرج مجدي احمد علي إنتاج 1995. وقدمت السينما نماذج سلبية كانت هي الغالبة خصوصاً في أفلام التسعينات حصرت فيها صورة المرأة ودورها في العلاقات الجنسية ووضعتها في دوائر محظورة فجعلتها قاتلة وتاجرة مخدرات وفتاة ليل ومدمنة وداعرة، وفرغتها - بحسب رأي الباحثة - من مزاياها الإنسانية، فأصبح الشكل الغالب عليها هو الانتهازية. ولعل ابرز هذه الأفلام التي عملت على تكريس هذه الصورة أفلام : "امرأة ضلت الطريق" لنبوي عجلان 1990، و"ليلة القتل" لاشرف فهمي 1994، و"القاتلة" لإيناس الدغيدي1994 و"إمرأة وخمسة رجال" لعلاء كريم 1995، و"قدارة" لعادل الاعصر 1997، و"جبر الخواطر" لعاطف الطيب 1997، و"عتبة الستات" لعلي عبد الخالق 1998. وكما لاحظ القارئ فإن أصحاب هذه الأفلام قدموا أفلاماً تناقض هذه الأفلام ما يؤكد إشارة الباحثة الى أن تناول قضايا المرأة أظهر الكثير من التناقضات التي بقيت محكومة بخيال المؤلف، إضافة الى مؤثرات أخرى ترتبط بظروف شباك التذاكر. ولم يسلم من ذلك أفلام مخرجات شهيرات مثل إيناس الدغيدي التي طلبت محكمة مصرية يوم 27 أيار مايو الماضي جلدها 80 جلدة بتهمة قذف المحصنات في أفلامها الأخيرة بخاصة "مذكرات مراهقة"، ما يشير إلى أنه لا فارق في تشويه صورة المرأة في السينما بين المخرجين سواء من الرجال أو النساء. وأوضحت العينة أن غالبية الأفلام أظهرت وجود تمييز ضد المرأة، وعلى سبيل المثال أفلام "الضائعة" و"ليلة القتل" و"المرأة والساطور" و"الغرقانة" و"85 جنايات".